واحدة من جماليات برنامج «السارية» الذي يقدمه تلفزيون البحرين الساعة العاشرة والنصف من كل ليلة من ليالي رمضان أن الطبخ يتم على أيدٍ بحرينية أصيلة من مطعم الداعوس، وهو ما نراه أيضاً في برنامج المطبخ الذي يعرض الساعة الرابعة عصراً ويقدمه الطباخ البحريني شوقي المسعدي وكذلك ما تقدمه السيدة أفنان الزياني مع مجموعة من الطباخين البحرينيين افتتحوا لهم مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة.
نشجع وبشدة هذا التوجه لهذا النشاط التجاري من شبابنا البحريني إذ نفتقد النكهة البحرينية في مطاعمنا، وليس المقصود هنا اشتراط أن يكون المطبخ الذي يقدم الأكلات الشعبية البحرينية فقط، بل النكهة البحرينية حين تضاف لأي أكلة وفي أي مطعم حين يكون الإنسان البحريني عنصراً أساساً فيه سواء كان هو الطباخ الرئيس أو المساعد أو النادل.
الجميل في مطبخ «الداعوس» في برنامج السارية أن الشيف أو صاحب المشروع ليس هو وحده البحريني فقط، بل أن الأيدي التي تقوم بكل العملية من بدايتها إلى نهايتها سيدات بحرينيات تقفن (بجبوعتهن) وهذا وصف لطريقة لفة الثوب على رأس المرأة، وكذلك (ببطولاتهن) أي البرقع التي تلبسه البحرينيات زمان، وبأيديهن يتم التقطيع وبأيديهن يتم (الحماس) أي قلي البصل والبهارات في الزيت، وبأيديهن يدق الثوم في الهاون ثم وبأيديهن يتم (النجاب) أي غرف الطعام لتقديمه، وتلك نكهة بحرينية أصيلة خاصة تضاف للطعام لا يعرفها إلا من لقمته أمه (الهمزة) بعد أن (تدلقمها) أي تكورها ثم تقذف بها لفمه بحركة خفيفة من إبهامها وهي تقطر دهناً خالدياً.
معظم المطاعم تشغل مطابخها عمالة آسيوية أفقدت الطعام نكهته الأصيلة حتى المطاعم التي تقدم طبخات عالمية، إيطالية أو فرنسية أو مكسيكية انتهى بها المطاف أن يتم تدريب عمالة آسيوية وتسليمها العملية برمتها.
فتجد العمالة الآسيوية هي من تقوم بجميع العمليات من الطبخ حتى تقديم الطعام، والمفارقة تراها حين يتم إلباسهم ملابس لا تنتمي لهم بطريقة مصطنعة ومضحكة، فتجد الآسيوي بوزار خليجي أو تجده بقبعة مكسيكية أو بحزام كاوبوي!!
مطاعمنا تفتقد الجودة والنكهة الأصيلة وأجواءها الطبيعية، لأننا تعودنا على نظام البحث عن الكلفة الرخيصة في كل شيء، والدولة مع الأسف لم تعالج هذا الخلل بل كرسته أكثر، فلا معاييرنا صارمة وحازمة ولا شروطنا واضحة، بدءاً من معايير العمالة إلى معايير السلع إلى معايير الخدمات المقدمة ومنها الطعام، وهذا التدني في المعايير جعلنا بعيدين جداً عن أهداف 2030، تلك الأهداف التي ركزت على أن البحرين لن تكون مركزاً للعمالة والخدمات والسلع الرخيصة، بل ستسعى للتميز عبر رفع مستوى معاييرها وستنافس من هذا المنطلق.
إنما اليوم نراها مع الأسف تسير في عكس الاتجاه الذي وعدتنا به وهي تكرس وجود العمالة الرخيصة فرحة بكم مليون تضاف لخزنتها من تعديل أوضاع تلك العمالة حين حولتها من عمالة مخالفة إلى مرنة .. يا فرحتي! وتبقي على تلك العمالة التي لا تحمل أي مهارة وتجعل منها عاملاً أساساً، وسبباً رئيساً من أسباب تدني مستوى الخدمة كي تضاف تلك النتيجة إلى النتائج السلبية العديدة الأخرى من وجود هذه العمالة.
كم نتمنى أن نرى تكراراً لمنظر تلك السيدات اللاتي نراهن كل ليلة على تلفزيون البحرين، وكم من سيدة بحرينية قادرة على القيام بهذا العمل ولكنها جالسة في البيت لا تجد لها مكاناً في سوق تتوفر فيه العمالة الآسيوية الرخيصة المنافسة، إنها جريمة نرتكبها في حق البحرين وسمعتها وأصالتها.
نشجع وبشدة هذا التوجه لهذا النشاط التجاري من شبابنا البحريني إذ نفتقد النكهة البحرينية في مطاعمنا، وليس المقصود هنا اشتراط أن يكون المطبخ الذي يقدم الأكلات الشعبية البحرينية فقط، بل النكهة البحرينية حين تضاف لأي أكلة وفي أي مطعم حين يكون الإنسان البحريني عنصراً أساساً فيه سواء كان هو الطباخ الرئيس أو المساعد أو النادل.
الجميل في مطبخ «الداعوس» في برنامج السارية أن الشيف أو صاحب المشروع ليس هو وحده البحريني فقط، بل أن الأيدي التي تقوم بكل العملية من بدايتها إلى نهايتها سيدات بحرينيات تقفن (بجبوعتهن) وهذا وصف لطريقة لفة الثوب على رأس المرأة، وكذلك (ببطولاتهن) أي البرقع التي تلبسه البحرينيات زمان، وبأيديهن يتم التقطيع وبأيديهن يتم (الحماس) أي قلي البصل والبهارات في الزيت، وبأيديهن يدق الثوم في الهاون ثم وبأيديهن يتم (النجاب) أي غرف الطعام لتقديمه، وتلك نكهة بحرينية أصيلة خاصة تضاف للطعام لا يعرفها إلا من لقمته أمه (الهمزة) بعد أن (تدلقمها) أي تكورها ثم تقذف بها لفمه بحركة خفيفة من إبهامها وهي تقطر دهناً خالدياً.
معظم المطاعم تشغل مطابخها عمالة آسيوية أفقدت الطعام نكهته الأصيلة حتى المطاعم التي تقدم طبخات عالمية، إيطالية أو فرنسية أو مكسيكية انتهى بها المطاف أن يتم تدريب عمالة آسيوية وتسليمها العملية برمتها.
فتجد العمالة الآسيوية هي من تقوم بجميع العمليات من الطبخ حتى تقديم الطعام، والمفارقة تراها حين يتم إلباسهم ملابس لا تنتمي لهم بطريقة مصطنعة ومضحكة، فتجد الآسيوي بوزار خليجي أو تجده بقبعة مكسيكية أو بحزام كاوبوي!!
مطاعمنا تفتقد الجودة والنكهة الأصيلة وأجواءها الطبيعية، لأننا تعودنا على نظام البحث عن الكلفة الرخيصة في كل شيء، والدولة مع الأسف لم تعالج هذا الخلل بل كرسته أكثر، فلا معاييرنا صارمة وحازمة ولا شروطنا واضحة، بدءاً من معايير العمالة إلى معايير السلع إلى معايير الخدمات المقدمة ومنها الطعام، وهذا التدني في المعايير جعلنا بعيدين جداً عن أهداف 2030، تلك الأهداف التي ركزت على أن البحرين لن تكون مركزاً للعمالة والخدمات والسلع الرخيصة، بل ستسعى للتميز عبر رفع مستوى معاييرها وستنافس من هذا المنطلق.
إنما اليوم نراها مع الأسف تسير في عكس الاتجاه الذي وعدتنا به وهي تكرس وجود العمالة الرخيصة فرحة بكم مليون تضاف لخزنتها من تعديل أوضاع تلك العمالة حين حولتها من عمالة مخالفة إلى مرنة .. يا فرحتي! وتبقي على تلك العمالة التي لا تحمل أي مهارة وتجعل منها عاملاً أساساً، وسبباً رئيساً من أسباب تدني مستوى الخدمة كي تضاف تلك النتيجة إلى النتائج السلبية العديدة الأخرى من وجود هذه العمالة.
كم نتمنى أن نرى تكراراً لمنظر تلك السيدات اللاتي نراهن كل ليلة على تلفزيون البحرين، وكم من سيدة بحرينية قادرة على القيام بهذا العمل ولكنها جالسة في البيت لا تجد لها مكاناً في سوق تتوفر فيه العمالة الآسيوية الرخيصة المنافسة، إنها جريمة نرتكبها في حق البحرين وسمعتها وأصالتها.