من الأمور التي ينبغي أن ينتبه لها العالم الساعي إلى القضاء على فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) أن تخلص إحدى البلاد منه لا يعني أنها صارت منه في مأمن. هذه البلاد تكون في مأمن لو أن البلدان المجاورة لها والبلدان المجاورة للبلدان المجاورة لها قد تخلصت منه، بمعنى أنه إن بقيت في العالم بلاد واحدة لم تتخلص من الفيروس فإن القول بأن هذه البلاد أو تلك تخلصت منه قول غير واقعي.

تصور أنك تعيش في منزل حديث في منطقة مليئة بالبعوض وتمكنت من الحصول على مبيدات للتخلص منها فقمت برشها حول منزلك. هل يمكنك الجزم بأن البعوض لن يعاود الاقتراب منه؟ الجواب المنطقي والأكيد هو أن البعوض الذي لا يزال في المنطقة ولكن بعيداً عن منزلك سيأتي إليك بعد حين، وهو سيأتيك أيضاً لو عاودت الفعل نفسه. البعوض سيتوقف عن الحضور إلى منزلك في حالة واحدة فقط هي أن تعمل مع الآخرين على القضاء عليه في كامل المنطقة وليس في محيط منزلك فقط.

بناء على هذه الحقيقة يسهل القول بأن المنطقة لا تكون قد تخلصت من فيروس كورونا لو أن بلاداً واحدة ظلت تعاني منه، ذلك أنه من غير المستبعد أن يعود الفيروس منها إلى كل بلدان المنطقة وتعود الأحوال إلى ما كانت عليه. وبناء على هذا يمكن الجزم بأن دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن أن تقول بأنها تخلصت من الفيروس وأذاه إن لم تتيقن من تخلص إيران واليمن منه. بمعنى أن استمرار وجوده في هذين البلدين وغيرهما يعني أنه لا يمكن لدول مجلس التعاون أن تقول إنها تخلصت من الفيروس.

الأمر نفسه لو توفر اللقاح، حيث عدم تمكن إحدى البلاد الفقيرة من الحصول عليه وتطعيم مواطنيها والمقيمين جميعهم يعني أن خطر الفيروس سيظل محدقاً بجميع دول العالم. هذا هو حكم الفيروس!