قبل نهاية الحرب العراقية الإيرانية بقليل وبعد بدء جلسات التفاوض بين الطرفين عقد وزير خارجية العراق آنذاك طارق عزيز مؤتمراً صحفياً ألقى خلاله الضوء على ما يجري في غرفة المفاوضات، وحدث أن سأله أحد الصحفيين عن كيفية تعامل المشاركين في الجلسة مع بعضهم البعض بعد خوضهم حرباً استمرت ثماني سنوات وبعد أن عاشوا عداء كلف الكثير من الخسائر البشرية والمادية ودمر البلدين، فكانت المفاجأة أنه قال إن ما جرى أمر وما يجري في غرفة المفاوضات أمر آخر، وشرح بأن لغة التخاطب بين الطرفين هي اللغة الرسمية، وأوضح أننا نقول لرئيس الوفد الإيراني فخامتك ولأعضاء الفريق معاليك وسعادتك، وهم يخاطبوننا بالمثل.
بعد حرب أكلت الأخضر واليابس وعداء كبير يخاطب المتفاوضون بعضهم البعض بتلك الصفات التي تستخدم عادة للتعبير عن الاحترام والاعتبار، ما يؤكد بأن هناك من القواعد ما لا يمكن تجاوزه حتى في مثل تلك الظروف، فكيف في ظروف السلم؟ وكيف في المؤسسات الرسمية التي تعتمد صفات ومسميات يفرض النظام التخاطب بها في كل الأحوال؟
ذات مرة كنت في زيارة لأحد الأصدقاء في مكتبه، وكان قد بدأ لحظتها الاتصال بإحدى الوزارات التي يشغل فيها شقيقه منصب الوزير. عندما رد سكرتير الوزير لم يذكر صاحبي اسم شقيقه وإنما قال باحترام هل سعادة الوزير موجود؟ وهكذا يفعل كل من له قريب أو صديق يشغل منصباً رسمياً، حيث الصداقة والأخوة شيء والرسميات شيء آخر لا يمكن الإفلات منها إلا في حدود ضيقة خارج المؤسسات.
هذا أمر يدركه البعض ولا يدركه البعض الآخر، لهذا سارعت معالي رئيسة مجلس النواب أخيراً إلى تنبيه أحد النواب إلى ضرورة الالتزام بالألقاب والصفات الرسمية خلال الجلسات فقالت بوضوح «إنني أناديك بسعادة النائب فلان الفلاني وينبغي أن تناديني بمعالي الرئيسة فوزية زينل»، فأوضحت ما كان يفترض أن يكون واضحاً قبلاً لكل أصحاب السعادة النواب.
{{ article.visit_count }}
بعد حرب أكلت الأخضر واليابس وعداء كبير يخاطب المتفاوضون بعضهم البعض بتلك الصفات التي تستخدم عادة للتعبير عن الاحترام والاعتبار، ما يؤكد بأن هناك من القواعد ما لا يمكن تجاوزه حتى في مثل تلك الظروف، فكيف في ظروف السلم؟ وكيف في المؤسسات الرسمية التي تعتمد صفات ومسميات يفرض النظام التخاطب بها في كل الأحوال؟
ذات مرة كنت في زيارة لأحد الأصدقاء في مكتبه، وكان قد بدأ لحظتها الاتصال بإحدى الوزارات التي يشغل فيها شقيقه منصب الوزير. عندما رد سكرتير الوزير لم يذكر صاحبي اسم شقيقه وإنما قال باحترام هل سعادة الوزير موجود؟ وهكذا يفعل كل من له قريب أو صديق يشغل منصباً رسمياً، حيث الصداقة والأخوة شيء والرسميات شيء آخر لا يمكن الإفلات منها إلا في حدود ضيقة خارج المؤسسات.
هذا أمر يدركه البعض ولا يدركه البعض الآخر، لهذا سارعت معالي رئيسة مجلس النواب أخيراً إلى تنبيه أحد النواب إلى ضرورة الالتزام بالألقاب والصفات الرسمية خلال الجلسات فقالت بوضوح «إنني أناديك بسعادة النائب فلان الفلاني وينبغي أن تناديني بمعالي الرئيسة فوزية زينل»، فأوضحت ما كان يفترض أن يكون واضحاً قبلاً لكل أصحاب السعادة النواب.