مريدو السوء – دول ومنظمات وأفراد – يتركون الجانب الإيجابي في كل فعل ويبرزون كل ما يعتبرونه سالباً، ما يؤكد أنهم لا يرمون إلى الخير وإنما غايتهم الإساءة إلى الطرف الذي قام بذلك الفعل والتقليل من شأن ما قام به لأنهم يتخذون منه موقفا ويعادونه. هكذا ببساطة، وهنا مثال.

مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بتوفير ما يحتاجه الفلسطينيون من مواد وأجهزة طبية لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) مبادرة يثمنها كل عاقل ويدونها التاريخ بأحرف من نور ولا يعادلها كل ذهب الدنيا وألماسه. أما مريدو السوء فتركوا الجانب الإيجابي في هذه المبادرة الإنسانية العظيمة والتي يمكن أن تسهم في إنقاذ آلاف الفلسطينيين وحمايتهم من شر الفيروس وتفرغوا للتهجم على دولة الإمارات التي من الواضح أنها لم تجد مفرا من الهبوط في مطار بن غوريون في تل أبيب، حيث الظرف يحكم، وتم اتهامهم بالتطبيع وبتدشين عصر رحلات الطيران المباشر مع إسرائيل، رغم معرفتهم وإدراكهم بأنه لا وقت ولا مجال للدخول في مهاترات مع إسرائيل في مثل هذه الظروف و «إرغامها» على فتح الطريق إلى الفلسطينيين.

بدل أن يشكروا الإمارات على هذا الفعل الإنساني الجميل والرائع اعتبروه فرصة للتهجم عليها والإساءة لها، فمن وجهة نظرهم أنه طالما لا توجد رحلات منتظمة بين الإمارات وإسرائيل فإن هذا الفعل يدخل في باب الحرام رغم إنسانيته! وهكذا هو موقفهم إزاء كل فعل إيجابي مصنف في قاموسهم في قائمة السلبي. هكذا يفعلون في كل حين وفي كل البلاد، والأمثلة عن فعلهم هنا لا تعد ولا تحصى، فكل ما تقوم به الحكومة في حربها ضد الفيروس ناقص وظالم ولا يمكن أن يؤدي إلى انتصار البحرين على كورونا.

واقع الحال يؤكد بأنه لا قيمة في الظرف الاستثنائي لكل ما قاله ويقوله مريدو السوء، وما قامت به الإمارات تجاه الأشقاء في فلسطين يستحق الشكر والتقدير.