هذا المقال لن أتكلم فيه بما يدور في بالي وتكتبه أناملي، بل هي رسالة وحقوق تنتظرها مجموعة كبيرة من العاملات في رياض الأطفال حملتني مسؤولية إيصالها إلى من يهمه الأمر. ولن أقول إنه رجاء أو طلب أو مناشدة أو أمر يستحق الشفقة، بل هو حق لابد من الجهات المعنية أن تلتفت إليه.مرحلة تأسيس أي مشروع هي أهم مرحلة مثل وضع القواعد في البناء، وكل ما كانت متينة وقوية كان ضمان بقائها وتحملها أكبر مع الوقت. فما بالنا حين نقوم بتأسيس أغلى ما نملك! فلذات أكبادنا أطفالنا. ولي الأمر يتجه للبحث عن أفضل بيئة حاضنة لابنه، روضة أو حضانة لها سمعة ومكانة في المجتمع. وتجتمع فيها عناصر الخبرة والتميز في التعليم.وهنا تكمن أهمية معلمات رياض الأطفال، هذه الفئة التي وقت الحاجة نجدها أهم عنصر لتربية أبنائنا ونختار أفضلهن، ونطلب منهن الكثير. ولو نقيس حجم المسؤولية والعمل الذي تتحمله معلمات رياض الأطفال وصعوبة التعامل مع فئة الأطفال، نجد أن المقابل يعد ظلماً وتقصيراً في حقوقهن.مرتبات المعلمات قد تكون الأقل على مستوى الدولة، وضمان استمرارهن في العمل غير موجود، والطامة الكبرى فترة الإجازة الصيفية بلا راتب.أمر غريب بشأن من نعتمد عليهن في مهمة كبيرة وعظيمة مثل تنشئة الجيل القادم والاهتمام به، ونعتبرهم من الوظائف الجانبية.وزارة التربية تشرف على ترخيص الروضات وأمور إدارية، فلماذا لا تكون الروضات ضمن الإشراف المباشر لوزارة التربية، كمدرسات تتبع الوزارة، من ناحية تحديد حقوق ورواتب وعلاوات، لماذا تترك وظائف معلمات الروضة في يد وزارة العمل، أيعقل أن يعيش الإنسان بعد عمل مربوط بزمن، يحكمه صاحب الروضة؟! هذه معلمة يا قوم وليست عاملا.لماذا هن محرومات من أبسط حق، وهو وظيفة دائمة وراتب محترم. وأمور مثل الإجازات المرضية والعارضة يتم خصمها من راتبهن، أيعقل أن تكون هذه معاملة إنسانية؟ تمكين وعدت بدعم هذا القطاع ولا تزال المعلمات ينتظرنا هذا الدعم الذي أضاع طريقه للروضات.فقط سؤال لمن يعنيه الأمر، لو وجدت معلمات الروضات وظائف أخرى براتب أكثر، ما السبب الذي يمنعهن من ذلك؟ هل هناك معلمة في الروضة تحب عملها بسبب إهمالكم؟ فإذن من المقصر؟