قال لمقدم البرنامج «الذي يتم بثه عبر فضائية تتخذ من الخارج موئلاً» ما معناه أن الجمعية السياسية التي ينتمي إليها اشترطت على التحالف الذي كانت جزءاً منه أن يكون نصيبها من مقاعد البرلمان الذي كانت تدعو إلى مقاطعته في 2010 ستة مقاعد، فسأله مقدم البرنامج عن تفسيره لهذا التناقض فقال ما معناه تقولون إنكم لا تريدون المشاركة وتدعون إلى مقاطعة الانتخابات ثم يتبين أنكم اشترطتم أن يكون لكم هذا العدد من مقاعد الجمعيات «المعارضة» أي ثلث عدد المقاعد رغم أن عدد أعضائكم أقل بكثير من عدد أعضاء الجمعيات السياسية الأخرى التي دخلتم في تحالف معها؟

أما الجواب الذي كان من الواضح أنه تم الترتيب لبيانه عبر توفير تلك المعلومة وذاك السؤال فكان أن «الطلب كان تعجيزياً فنحن كنا على يقين بأن من تحالفنا معهم لن يقبلوا بتلك القسمة وبالتالي يتوفر لنا المبرر لعدم المشاركة»! وهو ما لا يمكن إقناع أحد به لسبب بسيط هو أن اثنين من نفس الجمعية شاركا في الانتخابات التالية تحت ذريعة أنهما قدما استقالتيهما من الجمعية، كما قال الضيف!

ما سبق يوفر مثالاً عملياً على قلة خبرة أولئك الذين اعتبروا أنفسهم «معارضة» و«سياسيين»، فما قيل في ذلك البرنامج يعني باختصار أنهم كانوا يشتهون المشاركة ولكن يستحون ويريدون أن يكون نصيبهم أوفر. وهذا يعني أن الشعارات التي كانوا يرفعونها كانت بغرض خدمتهم كأفراد وليس خدمة «الشعب» الذي كانوا يقولون إنهم يدافعون عن حقوقه.

ليس هذا فقط ما يفهم بأن ذلك البرنامج أراد التبرير له فقد برر ضيف تلك الحلقة سكون «المعارضة» حالياً بأن «الظروف تفرض ذلك» وبأن «العمل صار صعباً».. وبأنهم نشطون في «الجانب الحقوقي»، وهو ما يعني في السياسة أنهم قاب قوسين أو أدنى من رفع الراية البيضاء، وأنهم يريدون توصيل رسالة إلى «الجماهير» مفادها بأن عليكم ألا تلومونا إن تغيرت مواقفنا وضعفنا واستسلمنا!