لا يتصور البعض أن باستطاعتهم في ظل جائحة كورونا (كوفيد19) أن يتجاوزوا القانون، ولا يتوهم البعض من الناس أننا نعيش فراغاً أمنياً يمكن لهم من خلاله ممارسة تجاوزاتهم وحماقاتهم ومخالفاتهم. نتمنى من البعض أن يخلع من جمجمته هذا التوهم والوهم.

قبل أيام، وخلال يوم واحد فقط، قرأنا أربعة أخبار تتعلق بهذا الموضوع. الخبر الأول يقول، بأن شرطة المحرق استطاعت وخلال ساعتين فقط من القبض على شخص سرق مركبة أثناء وقوفها أمام منزل. الخبر الثاني، القبض على شخصين اعتديا بالضرب على آسيوي وسرقا مبلغاً مالياً منه بالإكراه، الخبر الثالث، شرطة الشمالية تقبض على شخصين سرقا لوحة إرشادية خاصة بموقع أعمال الطرق. الخبر الرابع، شرطة العاصمة تقبض على ثمانية آسيويين في قضايا مختلفة تتعلق ببيع المواد المسكرة. هذا إضافة لعشرات المخالفات المرورية الخطيرة والمتعمدة، والتي تم القبض على أصحابها في وقت قياسي.

يجب ألا يستغل بعض ضعاف النفوس، جائحة كورونا (كوفيد19)، فيتوهمون أن الأجهزة الأمنية غافلة أو غافية أعينها عن مثل هذه التجاوزات والمخالفات، وأن انشغال رجال الداخلية والمرور بتيسير عمليات سير عمل الطواقم الطبية في مختلف مناطق البحرين، ومساهمتهم الكبيرة مع فريق البحرين للتصدي للجائحة، يعني أن الأمن بات مهلهلاً مكشوفاً لمن تسول له نفسه الإضرار بمصالح الوطن والمواطنين، فيقومون بالسرقة والضرب، والاعتداء على الآخرين، وعلى ممتلكاتهم وممتلكات الدولة، وفي ظنهم أن الأمن غافٍ أو في سبات عميق!

كلا، فمن يعيش في وهم عقيدة الفراغ الأمني، ويعتقد أن الوطن «وكالة من غير بواب»، عليه أن يستيقظ، فأمن الناس وسلامتهم تعتبر من أولويات الدولة، بل ربما تكون الجاهزية الأمنية في أوقات الأزمات والكوارث والأوبئة هي أضعاف ما هي عليه في بقية أيام السنة، وذلك لطبيعة المرحلة، ولمعرفة أجهزتنا الأمنية مسبقاً احتمالية وقوع البعض من ضعاف النفوس في هذا الوهم الكبير.

نحن لسنا في غابة، ولسنا في بعض مقاطعات المكسيك أو كولومبيا ليمارس بعضهم خطاياه، وإنما نحن في دولة لها قوانينها وأمنها واحترامها وسيادتها، ولا يجوز تجاوز القانون عندنا تحت أية ذريعة كانت.