هنا سؤال افتراضي، كيف تتصرف مطارات الدول العربية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لو أنها تلقت إشارة من قائد طائرة مدنية إسرائيلية مفادها أن بها خللاً يمكن أن يودي بركابها وطلب الهبوط الاضطراري في إحداها؟ هل يتم إغلاق الأجواء في وجهها ومنعها من الهبوط والتسبب بذلك في حصول مأساة إنسانية أم يتم تجاهل الخلاف والعداوة مع إسرائيل في لحظتها واتخاذ قرار بإنقاذ الركاب الذين من الطبيعي أنهم ينتمون إلى دول وديانات ومذاهب مختلفة والسماح للطائرة بالهبوط وتقديم الخدمات الإنسانية اللازمة لركابها؟ وهل يمكن تصنيف هذا الفعل لو حصل في باب التطبيع مع إسرائيل؟

لا أعرف إن كان شيء من هذا قد حصل من قبل، ولكنه قابل للحصول في كل وقت. السؤال نفسه يمكن توجيهه لإسرائيل عما إذا كانت تتردد أو تتأخر عن فتح مجالها الجوي لطائرة عربية تعاني من ظرف صعب ويطلب قائدها الهبوط الاضطراري في تل أبيب.

نحن في حرب مع إسرائيل وبيننا وبينها عداء طويل ولا يمكننا كعرب أن نفرط في القضية الفلسطينية أو أن نسيء إليها، لكن المنطق يفترض ألا يكون هذا على حساب إنسانيتنا، فجميعنا في النهاية بشر نتقاسم الحياة والهواء.

السؤال بمثال افتراضي آخر، هل يمكن للدول العربية أن تتأخر عن توفير العقار الحامي من فيروس «كورونا» للإسرائيليين لو أنها حصلت عليه وتبين أن إسرائيل لا تملك القدرة على توفيره لشعبها؟ وهل يمكن لإسرائيل أن تفعل مثل هذا لو أنها تمكنت من الوصول إلى عقار لم تتمكن الدول العربية من الوصول إليه أو الحصول عليه لسبب أو لآخر؟

الحديث هنا عن الإنسانية التي ينبغي أن تكون الرابط بين كل دول وأجناس العالم وأن تكون هي الحكم وأساس القرار في مثل هذه الحالات.

العالم اليوم في حاجة لتنظيم مثل هذا الأمر واستثناء الأحوال الإنسانية من العلاقات المتوترة والطارئة بين الدول.