دعوة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش في المؤتمر الذي شارك فيه الأسبوع الماضي افتراضيا إلى زيادة التعاون مع إسرائيل ينظر إليها رافضو التعامل مع الواقع بسلبية، فيعتبرونها خطوة تصب في التطبيع مع إسرائيل، لكن الناظرين إلى الأمور بواقعية من الذين تحرروا من ربقة العواطف يصفونها بالعاقلة والمنطقية.

حسب الخبر، فإن الوزير قرقاش قال: «إن هناك مجالات يمكن لبلاده العمل فيها مع «إسرائيل» مثل مكافحة «كوفيد 19» والتكنولوجيا وأن الاتصالات معها ستسفر عن نتائج أفضل»، وأنه لفت إلى أن التعاون مع «إسرائيل» ممكن في مجالات عدة «مع استمرار وجود الخلافات السياسية معها»، وأضاف أن التواصل مع «إسرائيل» مهم وسيؤدي لنتائج أفضل من مسارات أخرى اتبعت في الماضي».

وبغض النظر عن الفعالية التي شارك فيها الوزير ومسماها فإن ما تفضل به أمر لا يرفضه عاقل، فأن تكون هناك خلافات بين الدول لا يعني من حيث المنطق عدم التواصل فيما بينها واستفادة هذه من المجالات التي تتقدم فيها تلك.

دولة الإمارات العربية المتحدة تحديدا وفرت المثال العملي على هذا المنطق منذ قيامها إثر انسحاب بريطانيا من منطقة الخليج العربي حيث وجدت نفسها في مشكلة كبيرة مع إيران التي احتلت الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، لكنها ظلت متواصلة مع إيران رغم كل شيء ولم تعطل العلاقة التجارية معها إلى اليوم، وهذا يعني أن بإمكان الدول أن تتعاون في بعض المجالات رغم وجود خلافات صغيرة أو حتى كبيرة.

ما تم نشره من كلام عن الوزير الإماراتي والموقف الإماراتي وإن كان دقيقا، فإنه لا يعني أبدا أن الإمارات قررت الإفلات من التزاماتها تجاه قضية فلسطين التي هي القضية المركزية والتي لم تتأخر يوما عن مناصرتها ومساندتها ودعمها، والأكيد أيضا أنه لا يعني أنها قررت دعم إسرائيل. وهكذا هو الأمر مع مختلف الدول العربية التي تتوافق مع هذا التوجه.