المعلومات التي وفرها معالي وزير المالية الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة خلال الاجتماع المشترك في إطار التنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية الخميس الماضي ولخص بها الحزمة المالية والاقتصادية التي اعتمدتها البحرين لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) تكفي للرد على كل متطاول على هذا الوطن، من الأعداء ومن «أبنائه» الذين من المثير أنهم لا يزالون يعتبرون النموذج الذي اعتمده النظام الإيراني لمواجهة الفيروس والذي ثبت فشله وكلف الإيرانيين الكثير هو الصحيح والذي ينبغي أن يكون.. وتعتمده البحرين!

تلك المعلومات وتلك المقارنة تكشف عن أمر يحتاج إلى جهد الدارسين والباحثين، فأن تدعو إلى اعتماد نظام فاشل كالذي وفره ملالي إيران للتعامل مع الفيروس وتعتبر القرارات الناجحة التي اتخذتها البحرين مبكراً لمواجهة الجائحة قاصرة ودون المطلوب فإن هذا يعني أن هناك ما يستوجب البحث والدراسة، إذ لا يدعو إلى اعتماد الأسلوب الخطأ والذي ثبت فشله إلا من يعاني من سوء فهم وإدراك أو يرمي إلى أمر لم يفصح عنه.

الخطة التي اعتمدها النظام الإيراني لمواجهة فيروس كورونا كلفته حتى الآن آلاف الأرواح ومئات آلاف المصابين بالفيروس، هذا لو اعتمدنا الأرقام التي يوفرها النظام حيث توفر المعارضة الإيرانية أرقاماً تزيد بنحو عشرة أضعاف، بينما تعاملت البحرين مع الطارئ مبكراً وأثبتت أنها دولة كاملة المقومات فاعتمدت أرقاماً من ميزانيتها أدهشت الجميع وتم توظيفها بنجاح في المعركة الضروس مع الفيروس.

الترجمة الشعبية لما فعلته البحرين في فترة الجائحة هي أنها قامت بوضع اللقمة في أفواه المواطنين وأشركت في ذلك معهم المقيمين، وهو درس بحريني بليغ.

هذا أمر ينبغي من الذين لا يزالون متعلقين بذلك النموذج الفاشل أن يقروا به وينطلقوا به نحو الموضوعية التي يفتقدونها وتضعف موقفهم وتقللهم في عيون العالم بما في ذلك المنظمات الحقوقية التي سيطروا على توجهها فترة من الزمن وحان الوقت لتنتبه إلى ما يدور حولها ويسيء إلى سمعتها.