ما قاله أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين لصحيفة «الشرق الأوسط» عن جماعة «الإخوان المسلمين» أكثر من مهم وينبغي اعتباره منطلقاً في مواجهتها. العثيمين اعتبر تنظيم الإخوان أكثر خطراً من تنظيم داعش ووفر دليلاً مهماً هو أن داعش في الأصل «مجموعة من المجرمين» بينما الإخوان «جماعة متغلغلة ونافذة في كثير من مفاصل الدول والمجتمعات التي تعيش بها» شارحاً أنه «تجد منهم المحامي والطبيب والبرلماني والأستاذ الجامعي».. طبعاً والإعلامي والمعلم والمهندس والمتمكن من أجهزة الكمبيوتر ومختلف التقنيات الحديثة و «رجال الدين» وحتى الفنانين من مخرجين وممثلين وتشكيليين ومصورين ذكوراً وإناثاً.

العثيمين قال أيضاً إن هذه الجماعة المصنفة كمنظمة إرهابية في عدد كبير من الدول لديها استراتيجية تعتمد البدء من الأسفل إلى الأعلى لتشكل إمبراطوريتها وتصل إلى السلطة ومواقع التأثير، وأنها تعمل على «نخر المجتمع من الأسفل بهدف تقسيمه ومن ثم الانقضاض على السلطة».

الداعشي مجرم، يتبين ذلك من شكله وشعره المنكوش غالباً وملابسه وما يحمله من سلاح ومن فعله الإجرامي، بينما الإخواني في الغالب هو من ذوي الياقات البيضاء، أنيق لطيف مبتسم ولا يتردد حتى عن ارتداء ربطة العنق والجينز ولا بأس – لو كان أنثى – أن تلبس الضيق من الملابس ولا ترتدي الحجاب، فالغاية تبرر الوسيلة.

الداعشي مكشوف وواضح ويجاهر بما يريد بينما الإخواني مستتر ويقول بغير ما يضمر وقابل لتحمل كل شيء مقابل وصوله إلى ما تريده منه الجماعة.

من يتابع فضائيات جماعة الإخوان التي تبث من أماكن كثيرة وخصوصاً تركيا يرى كل صور الأناقة ويسمع الكثير من الكلام الجميل، لكنه بالتأكيد لا ينتبه إلى ما وراء تلك الأناقة وذلك الكلام المنمق فيعتقد أن ما يقال عن الجماعة مبالغ فيه وأن المنسوبين إليها مظلومون، وهذا يؤكد خطورتها ويؤكد أن الإخواني مستتر دائماً وهمه هو التغلغل في المجتمعات لترضى عنه الجماعة ويضمن بذلك الجنة التي وعده بها أرابيبها.