وقوف دول مجلس التعاون – باستثناء قطر التي لا تستطيع العيش إلا بالتغريد خارج السرب وتورطت في أمور لا تستطيع الإفصاح عنها كي تستمر في التنفس – إلى جانب مصر في التطورات التي تشهدها ليبيا وغيرها ليس من باب «أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب» ولكن لأن العاقل لا يمكن إلا أن ينحاز إلى مصر العروبة، فما قدمته مصر لدول التعاون في السنوات الماضيات ليس من اللائق الرد عليه بالطريقة التي اختارتها قطر، عدا أن الحق في مختلف الساحات هو مع مصر وليس مع تركيا وإيران اللتين صارتا تعملان على المكشوف.الحقيقة التي لم تعد خافية على أحد هي أن إيران تسعى إلى استعادة الإمبراطورية الفارسية، وتسعى تركيا إلى استعادة الإمبراطورية العثمانية، والاثنتان وجدتا الفرصة التي ظلتا تحلمان بها ووفرته قطر التي لم تكتفِ بذلك وإنما تعهدت بدعم توجه هاتين الآفتين بثروات شعبها الذي أوهمته بأن الآخرين يريدون به السوء وأن ما تقوم به قيادة قطر هو في صالحه وإن استفادت منه إيران وتركيا وتضررت منه الدول الشقيقة كافة!لا يمكن لدول مجلس التعاون الخمسة إلا الوقوف إلى جانب مصر، ولا يمكن لها إلا الوقوف ضد توجهات إيران وتركيا، خصوصاً بعدما اتضحت الصورة وصارت الدول الثلاث «تركيا وإيران وقطر» تعمل بكل ما أوتيت من قوة للإضرار بمصر. ولأن هذه الدول وجدت في الملعب الليبي فرصة للإساءة لمصر لذا فإنها عمدت إلى دعم حكومة السراج التي تحولت سريعاً إلى لعبة في أيديها.. وهذا هو سبب التحرك الأخير لمصر وإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي بشجاعة وبكل وضوح أن الكيل فاض وأنه ربما حان الوقت للتدخل الجراحي المباشر في ليبيا حيث تفاقم الأمر أكثر يعني تهديد استقرار مصر، وهو ما لا يمكن أن تقبل به ولا يقبل به العالم.أوراق شل قدرات تركيا وإيران ومنعهما من مواصلة عدوانهما كثيرة.