سواء لجأت قطر إلى هذه المنظمة أو تلك، وسواء حصلت على بعض أو حتى كل ما تريد من هذه المنظمات أو غيرها، فهذا كله لا يغير من الأمر شيئاً، حيث الأمر هو أن الدول الأربع «السعودية والبحرين والإمارات ومصر» لم تتخذ قرار مقاطعتها في يونيو 2017 اعتباطاً وإنما بعدما يئست من تصحيح اعوجاجها، وهذا يعني ببساطة أنه إذا أرادت قطر أن تعود الأمور كما كانت وتحصل من الدول الأربع على ما تريد فإن عليها أن تصحح أخطاءها وتفعل ما تريده الدول الأربع منها. عدا هذا فإن كل ما تقوم به لا ينفعها، فلا الشكوى إلى منظمة الطيران المدني الدولي تنفع ولا الشكوى إلى غيرها من المنظمات تنفع، وليس تجاوب الدول الأربع مع تلك المنظمات إلا لأنها تحترم نفسها وتحترم القانون الدولي ولتبين للعالم حجم الأخطاء التي ورطت قطر نفسها فيها.

العالم كله يعرف جيداً أن أسباب الخلاف مع قطر لا علاقة لها بالملاحة الجوية وإنما لتورطها في حماية ورعاية الإرهاب والتطرف والترويج للإرهابيين وإيوائهم ويعرف أن الدول الأربع عمدت إلى جعل قطر تنفذ الاتفاقات التي وقعت عليها في الرياض واحترام النظام الأساسي لمجلس التعاون والمواثيق الدولية.

أصل المشكلة باختصار هو أن قطر فلتت فتاهت وصار لا بد من إعادتها إلى مربضها.

قرارات الدول الأربع هي بغرض حماية أمنها الوطني وكل ما فعلته وتفعله حقها السيادي الذي تضمنه المواثيق والقوانين الدولية الخاصة بالعلاقات بين الدول.

رد الدول الأربع على تحركات قطر واضح وهو أن كل الأمور ستعود إلى ما كانت عليه لو أنها عادت إلى رشدها وصححت أخطاءها ووفرت الدليل على أنها لن تسمح لنفسها بتكرار ما حصل. وهذا لا تستطيعه المنظمات الدولية أياً كانت مكانتها وقوتها.

الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع ضرورية لضمان أمنها واستقرارها، وهي تزول بزوال السبب.. والقلوب مفتوحة لقطر قبل الأجواء.