بعد تفشي فيروس كورونا (كوفيد19)، في جميع أنحاء العالم وتسببه في القلق والتوتر والخوف، وتحذير الأطباء النفسيين من آثار "عميقة" قد يسببه على الصحة النفسية، تبذل العائلات جهداً كبيراً لتجاوز هذه المرحلة بأخف الأضرار النفسية والجسدية على أفرادها.
فقد أحدثت جائحة كورونا تغيراً هائلاً شمل جميع جوانب الحياة، ألزم الجميع ضرورة التكيف السريع معه، ولأن الإنسان كائن اجتماعي له آماله وأهدافه وروتينه، فإن هذه التغيرات المفاجئة كان لها بالغ الأثر عليه وخصوصا في الدول التي فرضت حظر التجول الكلي على سكانها. ومع العودة التدريجية للحياة الطبيعية في كثير من الدول ومنها إيطاليا التي عانت بشكل كبير في أثناء هذه الجائحة، ظهر مصطلح "متلازمة الكوخ" التي تصف الأعراض النفسية التي قد يعانيها الأشخاص نتيجة بقائهم في المنزل فترات طويلة، وبذلك يتعذر عليهم الانخراط في المجتمع ومزاولة حياتهم الاعتيادية من جديد.
وقد أوضح علماء النفس أن من أعراض هذه المتلازمة القلق، والتوتر، والحزن، والاكتئاب، والأرق، وصعوبة الاستيقاظ من النوم، وكثرة القيلولة، والشعور باليأس، وصعوبة التركيز، وسرعة الانفعال والعصبية، ويمكن للبعض التعايش مع هذه الأعراض، ولكنها قد تسبب صعوبة بالغة لدى آخرين.
كما وجد أطباء الأطفال في أحد المستشفيات الفرنسية أن بعض الأطفال لم يعودوا يرغبون في مغادرة منازلهم، فهم يشعرون بالراحة والأمان هناك ويمكن أن يكون هذا النوع من السلوك تعبيرا عما يسمى بـ"إجهاد ما بعد الصدمة". وقد أشار الباحثون إلى أن هذه المخاوف قد تعتبر ردة فعل طبيعية وشائعة للغاية، لكن استمرار هذه الاضطرابات أكثر من 3 أسابيع، ربما يعد مؤشراً للإصابة بأمراض نفسية.
ومن الممكن أن تساهم بعض الإستراتيجيات كالتعامل بصدق مع الأطفال وتوضيح ما يحدث بطريقة يمكنهم فهمها، ومنح الحب والاهتمام الذي يحتاجون إليه أن تعالج هذا الأمر. كما أنه من المفيد مساعدتهم على إيجاد طرق للتعبير عن أنفسهم من خلال الأنشطة الإبداعية وإنشاء إجراءات روتينية، حيث يُعتقد أن بعض الأعمال الروتينية تساهم في تعزيز مشاعر الأمن والثقة والاستقلالية لدى الأطفال كتنظيم وقت للنوم ووقت للطعام، إضافة إلى أن إجراء اتصالات جماعية مع بعض الأقارب والأصدقاء قد تخلق جوا من المتعه والراحة. ويحتاج الآباء أيضًا إلى الدعم في إدارة الضغوطات الخاصة بهم حتى يكونوا نماذج لأطفالهم. فقد تكون الكتابة في دفتر يوميات أو تشغيل الموسيقى أو ممارسة بعض الهوايات مساعدة للبعض، كما يمكن للصلاة، والتأمل أو ممارسة الرياضة أن تساعد في تخفيف الضغط أيضاً.
لذلك عدّ الاهتمام بالصحة النفسية في مثل هذه الفترات العصيبة أمراً غاية في الأهمية. حيث يمكن الاستعانة بعديد من التدابير الإيجابية التي تساعد الفرد والمجتمع. وإن الهيئات الخدمية والصحية التي تقدم الدعم للمجتمع في أثناء الأزمات، هي المخولة بشكل أساسي كونها على دراية بالآثار المترتبة على المدى الطويل في المجتمع، والخدمات التي يمكن تقديمها عندئذ لمساعدة الناس للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
* اخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات
فقد أحدثت جائحة كورونا تغيراً هائلاً شمل جميع جوانب الحياة، ألزم الجميع ضرورة التكيف السريع معه، ولأن الإنسان كائن اجتماعي له آماله وأهدافه وروتينه، فإن هذه التغيرات المفاجئة كان لها بالغ الأثر عليه وخصوصا في الدول التي فرضت حظر التجول الكلي على سكانها. ومع العودة التدريجية للحياة الطبيعية في كثير من الدول ومنها إيطاليا التي عانت بشكل كبير في أثناء هذه الجائحة، ظهر مصطلح "متلازمة الكوخ" التي تصف الأعراض النفسية التي قد يعانيها الأشخاص نتيجة بقائهم في المنزل فترات طويلة، وبذلك يتعذر عليهم الانخراط في المجتمع ومزاولة حياتهم الاعتيادية من جديد.
وقد أوضح علماء النفس أن من أعراض هذه المتلازمة القلق، والتوتر، والحزن، والاكتئاب، والأرق، وصعوبة الاستيقاظ من النوم، وكثرة القيلولة، والشعور باليأس، وصعوبة التركيز، وسرعة الانفعال والعصبية، ويمكن للبعض التعايش مع هذه الأعراض، ولكنها قد تسبب صعوبة بالغة لدى آخرين.
كما وجد أطباء الأطفال في أحد المستشفيات الفرنسية أن بعض الأطفال لم يعودوا يرغبون في مغادرة منازلهم، فهم يشعرون بالراحة والأمان هناك ويمكن أن يكون هذا النوع من السلوك تعبيرا عما يسمى بـ"إجهاد ما بعد الصدمة". وقد أشار الباحثون إلى أن هذه المخاوف قد تعتبر ردة فعل طبيعية وشائعة للغاية، لكن استمرار هذه الاضطرابات أكثر من 3 أسابيع، ربما يعد مؤشراً للإصابة بأمراض نفسية.
ومن الممكن أن تساهم بعض الإستراتيجيات كالتعامل بصدق مع الأطفال وتوضيح ما يحدث بطريقة يمكنهم فهمها، ومنح الحب والاهتمام الذي يحتاجون إليه أن تعالج هذا الأمر. كما أنه من المفيد مساعدتهم على إيجاد طرق للتعبير عن أنفسهم من خلال الأنشطة الإبداعية وإنشاء إجراءات روتينية، حيث يُعتقد أن بعض الأعمال الروتينية تساهم في تعزيز مشاعر الأمن والثقة والاستقلالية لدى الأطفال كتنظيم وقت للنوم ووقت للطعام، إضافة إلى أن إجراء اتصالات جماعية مع بعض الأقارب والأصدقاء قد تخلق جوا من المتعه والراحة. ويحتاج الآباء أيضًا إلى الدعم في إدارة الضغوطات الخاصة بهم حتى يكونوا نماذج لأطفالهم. فقد تكون الكتابة في دفتر يوميات أو تشغيل الموسيقى أو ممارسة بعض الهوايات مساعدة للبعض، كما يمكن للصلاة، والتأمل أو ممارسة الرياضة أن تساعد في تخفيف الضغط أيضاً.
لذلك عدّ الاهتمام بالصحة النفسية في مثل هذه الفترات العصيبة أمراً غاية في الأهمية. حيث يمكن الاستعانة بعديد من التدابير الإيجابية التي تساعد الفرد والمجتمع. وإن الهيئات الخدمية والصحية التي تقدم الدعم للمجتمع في أثناء الأزمات، هي المخولة بشكل أساسي كونها على دراية بالآثار المترتبة على المدى الطويل في المجتمع، والخدمات التي يمكن تقديمها عندئذ لمساعدة الناس للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
* اخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات