كان جميلاً مسارعة مأتم السكران بالمحرق إلى دعوة المعنيين بالاحتفال بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام إلى قصر إحياء عاشوراء هذا العام على البدائل المتاحة عن بعد «بما يحقق التباعد الاجتماعي المطلوب ويمنع التجمعات التي تعتبر أول أسباب تفشي الوباء». بيان مأتم السكران أهاب بأصحاب المآتم «تحمل المسؤولية الشرعية والإنسانية والالتزام بما تتطلبه المصلحة العامة والجهود الوطنية لمكافحة فيروس كورونا» وشرح بأن «الاعتماد في إحياء موسم عاشوراء هذا العام على وسائل التواصل الاجتماعي وإمكانية بث الخطب الدينية إلكترونياً والاستفادة من مضمونها الديني والروحاني يعتبر الأفضل والأكثر ضماناً لحماية الأرواح والحد من انتشار العدوى».

جميل أيضاً مسارعة عدد من أصحاب المآتم إلى تأييد تلك الدعوة «المبادرة» وتأكيدهم على أنهم يعملون «على التشجيع على منع التجمعات حالياً حتى انقشاع الغمة» وأن «سلامة الأهالي أولوية قصوى نعمل جميعاً على تحقيقها» وموافقتهم على الإجرءات الاحترازية التي يقرها الفريق الطبي ودعمهم لها كي «لا تذهب جهود منع نقل العدوى بين المواطنين والمقيمين هباء».

هذا التفكير العاقل والمتميز يتشارك فيه أهل البحرين جميعاً وصار يؤكده أصحاب المآتم في كل يوم بل ويتسابقون في ذلك، والواضح أنهم جميعاً متفقون على أن السبيل هو «استغلال التقنيات الحديثة كالتواصل عبر البث المباشر بالصوت والصورة ومتابعة كافة فعاليات عاشوراء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي» وأنهم جميعاً مقتنعون بأن الظرف استثنائي وأنه لن يتكرر في حال الالتزام بالتعليمات غير المختلف عليها، وأن أجر مواساة آل البيت عليهم السلام ثابت في كل الأحوال.

واقع الحال يؤكد بأن أحداً من الملتزمين بعزاء سيد الشهداء عليه السلام لن يخالف القرارات المتخذة من قبل الفريق الطبي المعني بمكافحة فيروس كورونا (كوفيدـ19) والهيئات ذات العلاقة والحكومة ويؤكد أيضاً أن أصحاب المآتم والمعنيين بإحياء هذه المناسبة سيبذلون كل الجهود المطلوبة لتجاوز هذا العام الاستثنائي والصعب وعدم السماح للعاطفة بالتسبب في التأثير سلباً على الجهود المبذولة لمحاربة الفيروس وتعريض المواطنين والمقيمين للخطر.