أولئك الذين ينظرون إلى قرار «إحياء عاشوراء هذا العام عن بعد» بعين العقل لا يترددون عن توجيه الشكر للمعنيين باتخاذ مثل هذا القرار؛ لأنهم يضعون في اعتبارهم مصلحة الذين يحرصون على إقامة هذه المناسبة سنويا ومصلحة الجميع، ذلك أن مراسم العزاء التي تقام في البحرين كل عام وتوفر لها الحكومة كل ما يسهم في إنجاحها وتحقيق أهدافها لا يمكن معها تجنب التجمعات والاحتكاك الذي يوفر بيئة خصبة للفيروس فينتقل بسهولة لو كان بين الحاضرين مصابون به.

القرار إذن متعلق بمصلحة عامة ولا يستهدف فئة أو فكرا، وهو غير قابل للتأويل إلا من قبل من لا يريد الخير للبحرين ومن يقتات على صناعة الفتنة. ولأن نتيجة السماح لهذه التجمعات في هذا العام معروفة ولا تقبل الاحتمالات، فإن الطبيعي هو أن يؤيد كل عاقل مثل هذا القرار والتوجه الذي لن يتكرر في السنوات التالية لو تمت السيطرة فعلا على هذا الفيروس وتم الإفلات من هذه الجائحة سريعا.

بسبب فيروس كورونا (كوفيد19) تعطلت الصلاة في المساجد منذ عدة أشهر وتعطلت الحياة في شهر رمضان الفائت، وبسببه تعطلت أمور كثيرة وتغيرت عادات وتقاليد، ولكن كل هذا اضطرار فرضه الفيروس الذي للأسف أصاب أعدادا من المواطنين والمقيمين وتسبب في وفاة بعضهم.

تفهم مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية مشورة الفريق الطبي ومشاركته المعنيين بالأمر في اتخاذ القرار ودعوته إلى «اقتصار مراسم عاشوراء على البث عن بعد وأن يحضر في المأتم الكادر المعني بالبث والنقل المباشر» فقط ، وتشديده على «ضرورة الالتزام بمنع التجمعات خارج المآتم وفي الطرقات» و «غلق المآتم النسائية والمجالس النسائية في المنازل» وغير ذلك من احترازات والتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المسؤولة في المملكة، مسألة تحسب لهذا المجلس وهو رد عملي على الناظرين إلى قرار إحياء عاشوراء عن بعد بسلبية، حيث الأكيد هو أن مجلس الأوقاف الجعفرية أكثر حرصا على إحياء المناسبة منهم.