ملخص الرد على تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن التطورات الأخيرة في المنطقة، وقولهم ما معناه أن التطبيع مع إسرائيل من قبل أي دولة خليجية نتيجته التسبب في حصول حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، وتوفير ذريعة لإسرائيل للتدخل في شؤونها هو هل هي مستقرة بالتدخلات الإيرانية فيها؟!

المنطقة بسبب عدم توقف النظام المستولي على الحكم في إيران منذ واحد وأربعين عاماً من التدخل في شؤون دول الخليج العربي تعاني كثيراً، أي أنها تعاني من قبل أن تفكر دولة الإمارات في فتح الباب وإيجاد علاقة مع إسرائيل، ويعني أن إغلاق هذا الباب لن يجلب الاستقرار للمنطقة؛ فالمنطقة لم تعرف الاستقرار منذ بدء حكم الملالي في إيران.

المنطقي هو أن خطوة الإمارات توفر رادعاً للتصرفات الهمجية التي ظل النظام الإيراني يمارسها طوال العقود الأربعة الماضية، وهذا يعني أن المتضرر من إقامة أي دولة خليجية أي علاقة مع إسرائيل هو النظام الإيراني وحده؛ لأنه بهكذا حال لا يمكنه الاستفراد بدول المنطقة ولن يتمكن من تهديدها؛ فالأسلحة التي ينتجها، ويعتقد أن أحدا لا يستطيع مواجهتها لا تنفعه في هكذا حال، حيث العلاقة مع إسرائيل -وقبلها العلاقة المتميزة بين دول الخليج العربي والولايات المتحدة وكثير من دول العالم- تمنع النظام الإيراني من الاستمرار في تبجحه.

ومع هذا يمكن القول من دون تردد: إن إقامة علاقات خليجية مع إسرائيل ليست الغاية منها تحجيم النظام الإيراني، فما حصل -ومتوقع أن يحصل بعد حين- الغاية منه هو الإسهام في إيجاد حلول للقضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين؛ كي يعيشوا كما ينبغي لهم أن يعيشوا. ولولا أن هذا الأمر ممكن لما تشجعت أي دولة خليجية على التفكير في إقامة علاقة من أي نوع مع إسرائيل.

واقع الحال يؤكد أن المواجهة والحروب مع إسرائيل لن تمكن من تحقيق هذه الغاية؛ فالظروف غير الظروف، والأحوال غير الأحوال.