تخيل أنك صحوت يوما ما ووجدت نفسك في كوكب آخر أو عالم ثان، كنت في عالم من علامات ومؤشرات الحب والاهتمام والرعاية بكبار السن فيها تعانقهم، تمسك بيدهم، تقبلهم، ثم وجدت نفسك في كوكب جديد إن أردت أن تعبر عن اهتمامك ومشاعرك لهم فعليك الابتعاد عنهم!
تصور أنك كنت في عالم أجمل ما فيه ابتسامة طفل، ثم وجدت نفسك في كوكب جديد الأطفال فيه مقنعون لا ترى إلا أعينهم الحائرة يغسلون أيديهم كل ساعة ومعقمهم هو أحد أدواتهم الضرورية في حقائبهم المدرسية، عالم يخرج فيه الأطفال من بيوتهم يومين إلى مدارسهم ثم يعودون.
عالم صامت جديد بلا ضجيج لا يوجد طيران ولا سفن ولا قطارات ولا مواصلات عامة، إن خرجت فبسيارتك وحدك، وإن طلبت طعامك فعن بعد، وإن عملت فإنك تعمل في منزلك، دواؤك يصل إلى بيتك لا داعي للخروج، طبيبك يشخصك من خلال شاشة، ومشترياتك تصل إلى مكانك، لا داعي للخروج، عالم فيه العزلة أساسية والاختلاط استثناء، هل تتصور ذلك؟
عالم إن أحببت فيه أحدا فعليك أن تبتعد عنه، فلم يعد الأمان مضموناً لدى الإنسان، ولم يعد الاستقرار دائماً، ولم يعد الخوف بعيدا عنك، إنه يحوم حولك.
نعم صحونا من النوم ذات يوم فوجدنا أنفسنا في عالم لا نعرفه، وصل الإنسان في العالم القديم إلى قناعة زائفة واهمة بأنه يسيطر على هذا الكوكب، هو من يقرر مصير الإنسان الآخر، وهو من يقرر مصير البحار والأنهار والمناخ، وهو من يصل إلى الفضاء ويغزوه، طغى هذا الإنسان حتى لم يعد كوكبه يكفيه، فإذا بالكوكب يصفعه ويعيده إلى كهفه من جديد، ألسنا الآن نعيش في كهوفنا الأولى؟ الفرق أننا أدخلنا التكنولوجيا إلى تلك الكهوف وتمكنّا أن نتواصل عن بعد، شريطة أن نبقى داخل كهوفنا ولا نخرج منها إلا للضرورة، كما كان الإنسان الأول لا يخرج إلا لاصطياد الفريسة، وكأن كل تلك الرحلة البشرية والحروب والصراعات على الماء وعلى الموارد من أجل البقاء كلها اختزلت في بقائك في الكهف، وكأن رحلة الإنسان منذ بدء الخليقة إلى اليوم وعبر بلايين السنين ذهبت سدى وكانت وهما.
نزلت أيها الإنسان إلى هذا الكوكب وحيداً ومنحت الحرية والعقل والقدرة على الاختيار، فماذا فعلت؟ أفسدت وسفكت الدماء ودمرت ولوثت واقتلعت ولم تترك بقعة إلا وعليها آثار فسادك، وتبعات غرورك وكبرك، اليوم أنت مجبر على الخنوع والقبول والرضا رغما عنك، أنت الآن صغير وصاغر أمام أصغر مخلوقات الله التي لا ترى بالعين المجردة.
فهل وصلت الرسالة؟ هل تعلمت؟ هل استفدت؟ هل وعيت؟ هل تغيرت؟ كانت تلك رسالة الكون إليك؛ فقد عدت أيها الإنسان إلى أول خلقك لتتذكر «أنك لست بمسيطر على الكون أنت مجرد خادم له» فأحسن استخدام أكبر نعمك وتواضع لله.
فسبحان رب هذا الكون وسبحان من خلقه وصوره.
تصور أنك كنت في عالم أجمل ما فيه ابتسامة طفل، ثم وجدت نفسك في كوكب جديد الأطفال فيه مقنعون لا ترى إلا أعينهم الحائرة يغسلون أيديهم كل ساعة ومعقمهم هو أحد أدواتهم الضرورية في حقائبهم المدرسية، عالم يخرج فيه الأطفال من بيوتهم يومين إلى مدارسهم ثم يعودون.
عالم صامت جديد بلا ضجيج لا يوجد طيران ولا سفن ولا قطارات ولا مواصلات عامة، إن خرجت فبسيارتك وحدك، وإن طلبت طعامك فعن بعد، وإن عملت فإنك تعمل في منزلك، دواؤك يصل إلى بيتك لا داعي للخروج، طبيبك يشخصك من خلال شاشة، ومشترياتك تصل إلى مكانك، لا داعي للخروج، عالم فيه العزلة أساسية والاختلاط استثناء، هل تتصور ذلك؟
عالم إن أحببت فيه أحدا فعليك أن تبتعد عنه، فلم يعد الأمان مضموناً لدى الإنسان، ولم يعد الاستقرار دائماً، ولم يعد الخوف بعيدا عنك، إنه يحوم حولك.
نعم صحونا من النوم ذات يوم فوجدنا أنفسنا في عالم لا نعرفه، وصل الإنسان في العالم القديم إلى قناعة زائفة واهمة بأنه يسيطر على هذا الكوكب، هو من يقرر مصير الإنسان الآخر، وهو من يقرر مصير البحار والأنهار والمناخ، وهو من يصل إلى الفضاء ويغزوه، طغى هذا الإنسان حتى لم يعد كوكبه يكفيه، فإذا بالكوكب يصفعه ويعيده إلى كهفه من جديد، ألسنا الآن نعيش في كهوفنا الأولى؟ الفرق أننا أدخلنا التكنولوجيا إلى تلك الكهوف وتمكنّا أن نتواصل عن بعد، شريطة أن نبقى داخل كهوفنا ولا نخرج منها إلا للضرورة، كما كان الإنسان الأول لا يخرج إلا لاصطياد الفريسة، وكأن كل تلك الرحلة البشرية والحروب والصراعات على الماء وعلى الموارد من أجل البقاء كلها اختزلت في بقائك في الكهف، وكأن رحلة الإنسان منذ بدء الخليقة إلى اليوم وعبر بلايين السنين ذهبت سدى وكانت وهما.
نزلت أيها الإنسان إلى هذا الكوكب وحيداً ومنحت الحرية والعقل والقدرة على الاختيار، فماذا فعلت؟ أفسدت وسفكت الدماء ودمرت ولوثت واقتلعت ولم تترك بقعة إلا وعليها آثار فسادك، وتبعات غرورك وكبرك، اليوم أنت مجبر على الخنوع والقبول والرضا رغما عنك، أنت الآن صغير وصاغر أمام أصغر مخلوقات الله التي لا ترى بالعين المجردة.
فهل وصلت الرسالة؟ هل تعلمت؟ هل استفدت؟ هل وعيت؟ هل تغيرت؟ كانت تلك رسالة الكون إليك؛ فقد عدت أيها الإنسان إلى أول خلقك لتتذكر «أنك لست بمسيطر على الكون أنت مجرد خادم له» فأحسن استخدام أكبر نعمك وتواضع لله.
فسبحان رب هذا الكون وسبحان من خلقه وصوره.