مع العودة التدريجية لإقامة الصلاة في مساجد المملكة بعد انقطاع ما يقارب الخمسة أشهر استبشر الجميع بأن الحياة ستعود تدريجياً والتعايش رغم ظروف فيروس كورونا اليومية، فقد كانت صلاة الفجر يوم الجمعة الماضي مختلفة وكأنها صلاة الفجر في يوم العيد، فقد اشتاقت القلوب إلى بيوت الله للتعبد والتضرع بأن يزيل الله هذا الوباء، وقد انعكس ذلك واضحاً في وسائل التواصل الاجتماعي التي تناقلت الصور والفيديوهات مع بدء فتح أبواب المساجد أمام المصلين مع المحافظة على التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات والأخذ بالاحترازات الوقائية والاشتراطات التي وضعتها الجهات المعنية بالدولة.اليوم حقيقة المسؤولية جماعية على الجميع بالالتزام بالتوجيهات التي تصدر من قبل فريق البحرين الطبي واضعين مصلحة الوطن والمواطنين والمقيمين هي نصب أعين كل فرد من أفراد المجتمع، فقد كان موسم عاشوراء لهذا العام مختلفاً في ظل الجائحة وهذا ما قامت به المآتم والقائمون عليها بتطبيق الاشتراطات انطلاقاً من المحافظة على صحة الحاضرين لإحياء هذا الموسم السنوي في التاسع والعاشر من محرم، وهذا دليل على سعي الدولة وحرصها على ممارسة الشعار الدينية لجميع المذاهب بكل حرية في بلد التسامح الديني وفي ظل حامي هذه الحريات جلالة الملك المفدى أيده الله في الخير والصلاح لأبناء شعبه، فالبحرين وفي كل مناسبة دينية لمختلف الطوائف تثبت بأنها بلد التعايش والسلام والمحبة.هذه العودة الميمونة والمحمودة للصلاة كما أكدنا عليها ليست مسؤولية الجهات المختصة فقط في الدولة بل مسؤولية مجتمعية وفردية بل ووطنية فلا مجال للتصرفات الشخصية أو العناد في ذلك كما سمعنا في وسائل التواصل الاجتماعي بأن هناك من ذكر أنه سيحيي شعائره في موسم عاشوراء على طريقته في تحدٍ واضح للقرارات وخروج على الجماعة ورجال الدين وشق الصف الوطني وإثارة النعرات الطائفية وكان أحدهم للأسف الشديد قد أساء في إحدى الخطب للصحابة وهو ما لن يقبل به أحد يعيش بسلام على هذه الأرض المباركة، فمثل هذه التصرفات غير المسؤولة ستكون سبباً في تفشي الفيروس وزيادة الحالات المصابة بالوباء وهو ما سيزيد من أمد هذه الجائحة التي نسأل الله تعالى أن يعجل بانتهاء هذا الوباء في القريب العاجل.* همسة:مشاركة جلالة الملك المفدى حفظه الله أبناء شعبه في تأدية صلاة الجمعة وتوجيه جلالته الشكر لكافة المؤسسات وفرق العمل الميدانية من المتطوعين وحسن المتابعة ومواقفهم المسؤولة في عاشوراء يدل على مدى حبه لشعبه بكل أطيافهم دون تفرقة وهو ما أكد عليه جلالته بإن إقامة الصلوات في المساجد أدخل الفرحة والسرور على قلوب المواطنين والمقيمين، فجزى الله جلالة الملك خير الجزاء عنا.