في مطلع القرن العشرين تم اكتشاف التصنيف الحديث لفصائل الدم "ABO" من قبل الطبيب النمساوي "كارل لاندشتاينر" الذي أسهم في إنجاز أكثر من 346 بحثا علميا بارزا، وحاز جائزة نوبل عام 1930، كما أنه شارك الطبيب الأمريكي ألكسندر فاينر فى اكتشاف عامل ريزوس "Rh" سنة 1937. وقد أسهمت الإنجازات العلمية واكتشافات هذا العالم في إنقاذ حياة ملايين البشر الذين احتاجوا إلى نقل الدم أو نقل الأعضاء.
فرغم التشابه التركيبي والوظيفي للدم فإن فصائل الدم تختلف بين إنسان وآخر. ويتم تصنيف فصائل الدم إلى أربعة أنواع "A,B,AB,O" اعتمادا على وجود أو غياب جزيئات "مستندات" على سطح الغشاء الخلوي لكريات الدم الحمراء وكذلك الأجسام المضادة في البلازما. فعلى سبيل المثال يحمل الشخص الذي لديه فصيلة الدم A على مستند A وأجسام مضادة لـB. في حين يحمل الشخص الذي لديه فصيلة دم B على مستند B وأجسام مضادة لـA كما يستند نظام فصائل الدم بالإضافة إلى نوع فصيلة الدم
وقد سعى العلماء والباحثون لربط تصنيف فصائل الدم بحالات صحية مختلفة، وكذلك لإيجاد ما يميز أصحاب تلك الفصائل عن بعضهم البعض. ومع انتشار جائحة كورونا في العالم رجح بعض العلماء أن تكون فصيلة الدم لدى الإنسان عاملا في تحديد مقدار شدة الإصابة بالفيروس. فقد نشر باحثون في كل من الصين وألمانيا والنرويج أن أصحاب فصيلة الدم من نوع A موجب عامل الرايزيسي كانوا إكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة لـ(كوفيد19) بنسبة 45% مقارنة بغيرها من الفصائل، وكان أصحاب الفصيلة الدم O موجب عامل الرايزيسي الأعلى بين الحالات الأقل خطورة. ورغم كون النتائج التي تم الاعتماد عليها في تلك البحوث قد شملت عينات من آلاف المرضى وأن عوامل الخطورة الأخرى كالعمر والجنس والأمراض المزمنة قد تم إقصاؤها فإن هذه النتائج لم تخضع بعد لعملية تقييم شاملة.
ومن جانب آخر أشارت نتائج دراستين أجريتا في مستشفى ماساشوستس العام وجامعة كولومبيا في ولاية نيويورك الأمريكية إلى عدم وجود أي علاقة بين فصائل الدم والإصابة بفيروس (كوفيد19)، ولكن من الملاحظات التي تؤخذ على هذه الدراسات أنها اعتمدت على المرضى الموجودين في المستشفى فقط، ولم تأخذ بعين الاعتبار الحالات التي لم تذهب إلى المستشفى، وهذا ما يسمى بظاهرة جبل الجليد، حيث يشاهد الباحثون فقط الجزء الصغير من المشكلة المتمثل بالحالات الحرجة، والتي تتطلب التدخل الطبي في حين أن كثيرا من الحالات التي لا تؤخذ بالحسبان تمثل المرضى الذين يبقون في المنزل، إما لكون حالاتهم لا تستدعي العلاج، وإما لأنهم يموتون قبل الوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وحديثا أكد علماء من معهد علم الوراثة الطبية بألمانيا أن فصيلة الدم بشكل عام تؤثر على كيفية مكافحة الجهاز المناعي للعدوى. حيث إن الأشخاص من فصيلة الدم A، لا يصنعون أجساما مضادة مشابهة لما يصنعه الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من النوع B، إضافة إلى وجود أدلة على أن بعض أنواع فصائل الدم لها مخاطر مختلفة لتخثر الدم، كونهم يمتلكون مستويات مختلفة من عامل فون ويلبراند، وهو أحد العوامل المسؤولة عن تخثر الدم. وتشير مجموعة من الدراسات إلى أن الفيروسات التاجية، ولا سيما (كوفيد 19) تسبب تخثر دم مفرطا لدى المصاب. وأن الأبحاث السابقة التي أجريت خلال وباء سارس 2002، الذي تسبب فيه أحد الفيروسات التاجية وجدت أنها تدعم النظرية التي تشير إلى أن أصحاب فصيلة الدم O محصنون من مضاعفات الإصابة بالفيروسات التاجية عامة، كونهم يمتلكون مستويات أقل من عامل التخثر فون ويلبراند.
وحيث إن الأمر لم يحسم في شأن وجود العلاقة أم لا بين فصائل الدم والإصابة بـ(كوفيد19) لا يوجد شخص في مأمن من الإصابة بفيروس (كوفيد19) بغض النظر عن فصيلة دمه. وإن أخذ الإجراءات الوقائية والاحترازية للحماية من هذا الفيروس واجب على الجميع.
* اختصاصية طب المجتمع وعلم الوبائيات
فرغم التشابه التركيبي والوظيفي للدم فإن فصائل الدم تختلف بين إنسان وآخر. ويتم تصنيف فصائل الدم إلى أربعة أنواع "A,B,AB,O" اعتمادا على وجود أو غياب جزيئات "مستندات" على سطح الغشاء الخلوي لكريات الدم الحمراء وكذلك الأجسام المضادة في البلازما. فعلى سبيل المثال يحمل الشخص الذي لديه فصيلة الدم A على مستند A وأجسام مضادة لـB. في حين يحمل الشخص الذي لديه فصيلة دم B على مستند B وأجسام مضادة لـA كما يستند نظام فصائل الدم بالإضافة إلى نوع فصيلة الدم
وقد سعى العلماء والباحثون لربط تصنيف فصائل الدم بحالات صحية مختلفة، وكذلك لإيجاد ما يميز أصحاب تلك الفصائل عن بعضهم البعض. ومع انتشار جائحة كورونا في العالم رجح بعض العلماء أن تكون فصيلة الدم لدى الإنسان عاملا في تحديد مقدار شدة الإصابة بالفيروس. فقد نشر باحثون في كل من الصين وألمانيا والنرويج أن أصحاب فصيلة الدم من نوع A موجب عامل الرايزيسي كانوا إكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة لـ(كوفيد19) بنسبة 45% مقارنة بغيرها من الفصائل، وكان أصحاب الفصيلة الدم O موجب عامل الرايزيسي الأعلى بين الحالات الأقل خطورة. ورغم كون النتائج التي تم الاعتماد عليها في تلك البحوث قد شملت عينات من آلاف المرضى وأن عوامل الخطورة الأخرى كالعمر والجنس والأمراض المزمنة قد تم إقصاؤها فإن هذه النتائج لم تخضع بعد لعملية تقييم شاملة.
ومن جانب آخر أشارت نتائج دراستين أجريتا في مستشفى ماساشوستس العام وجامعة كولومبيا في ولاية نيويورك الأمريكية إلى عدم وجود أي علاقة بين فصائل الدم والإصابة بفيروس (كوفيد19)، ولكن من الملاحظات التي تؤخذ على هذه الدراسات أنها اعتمدت على المرضى الموجودين في المستشفى فقط، ولم تأخذ بعين الاعتبار الحالات التي لم تذهب إلى المستشفى، وهذا ما يسمى بظاهرة جبل الجليد، حيث يشاهد الباحثون فقط الجزء الصغير من المشكلة المتمثل بالحالات الحرجة، والتي تتطلب التدخل الطبي في حين أن كثيرا من الحالات التي لا تؤخذ بالحسبان تمثل المرضى الذين يبقون في المنزل، إما لكون حالاتهم لا تستدعي العلاج، وإما لأنهم يموتون قبل الوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وحديثا أكد علماء من معهد علم الوراثة الطبية بألمانيا أن فصيلة الدم بشكل عام تؤثر على كيفية مكافحة الجهاز المناعي للعدوى. حيث إن الأشخاص من فصيلة الدم A، لا يصنعون أجساما مضادة مشابهة لما يصنعه الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من النوع B، إضافة إلى وجود أدلة على أن بعض أنواع فصائل الدم لها مخاطر مختلفة لتخثر الدم، كونهم يمتلكون مستويات مختلفة من عامل فون ويلبراند، وهو أحد العوامل المسؤولة عن تخثر الدم. وتشير مجموعة من الدراسات إلى أن الفيروسات التاجية، ولا سيما (كوفيد 19) تسبب تخثر دم مفرطا لدى المصاب. وأن الأبحاث السابقة التي أجريت خلال وباء سارس 2002، الذي تسبب فيه أحد الفيروسات التاجية وجدت أنها تدعم النظرية التي تشير إلى أن أصحاب فصيلة الدم O محصنون من مضاعفات الإصابة بالفيروسات التاجية عامة، كونهم يمتلكون مستويات أقل من عامل التخثر فون ويلبراند.
وحيث إن الأمر لم يحسم في شأن وجود العلاقة أم لا بين فصائل الدم والإصابة بـ(كوفيد19) لا يوجد شخص في مأمن من الإصابة بفيروس (كوفيد19) بغض النظر عن فصيلة دمه. وإن أخذ الإجراءات الوقائية والاحترازية للحماية من هذا الفيروس واجب على الجميع.
* اختصاصية طب المجتمع وعلم الوبائيات