تعكف الكثير من مراكز الأبحاث في الجامعات العالمية وشركات صناعة الأدوية على اكتشاف كل ما يمكن أن يخلص البشرية من عبء جائحة "كورونا" التي اجتاحت العالم.
وقد قدمت بعض الدول مقترحاً لدى منظمة الصحة العالمية بشأن تعديل بعض التدابیر الصحية والاجتماعیة خلال هذه المرحلة من الاستجابة لجائحة "كورونا". حيث دعت تلك الدول إلى استعمال ما يسمى بـ "جوازات المناعة"، لتمكین الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس وكّونوا مناعة طبيعية من السفر أو العودة إلى العمل على افتراض أنھم محصنون من الإصابة مجدداً بالعدوى، لرفع الحجر الصحي واستئناف النشاط الاقتصادي. حيث يعتمدون على وجود الأجسام المضادة لفيروس (كوفید19)، في دم الأشخاص لمنح "جواز مناعة" أو "شھادة خلو من المخاطر".
ورغم ان معظم الدراسات قد اظهرت أن الأشخاص الذین تعافوا من الإصابة لدیھم أجسام مضادة للفيروس، غیر أنها بينت أن مستوى هذه الأجسام يتناقص بعد عدة أشهر.
إن اكتساب المناعة لبعض الأمراض من خلال العدوى الطبیعیة ھي عملیة متعددة الخطوات تحدث عادة على مدى أسبوعین أو أكثر بعد الإصابة. وفيما يخص استجابة الجسم للعدوى الفیروسیة فإنها تكون من خلال مجموعة من الاستجابات أولها المناعة الفطرية، حیث تبطئ بعض الخلایا المناعية تقدم الفيروس وقد تمنعه أحياناً من التسبب في ظھور الأعراض. وتعقب هذه المرحلة ما يسمى بالاستجابة التكیفیة، حیث يتم صنع الأجسام المضادة للفيروس بواسطة خلايا بائية "B-cell"، إضافة إلى تصنيع الخلایا تائية "T- cell" التي تقوم بالتعرف على الخلایا المصابة بالفيروس وتقضي علیھا، وھو ما یسمى بالمناعة الخلویة. وأن المناعة المكتسبة من الخلايا التائية تدوم لعدة سنوات، على عكس المناعة التي تتولد من الأجسام المضادة التي تبقى لبضعة أشهر فقط. وقد تؤدي ھذه الاستجابة إلى تخلیص الجسم من الفيروس أو حتى منع الإصابة مجدداً بنفس الفیروس.
وقد أظهرت إحدى الدراسات في معهد علمي في السويد أن الكثير من الأشخاص الذين كانت إصابتهم بفيروس (كوفيد 19) متوسطة أو خالية من الأعراض تكونت لديهم المناعة المعتمدة على الخلايا التائية، ولم تظهر الأجسام المضادة لديهم. وبحسب نتائج هذه الاختبارات فقد افترض الباحثون أن عدداً من الناس قد يمتلكون القدرة على مقاومة الفيروس مجدداً في حالة أصيبوا به مرة أخرى .
إلا أن علماء المناعة بجامعة كينغز كوليدج في لندن أشاروا إلى أن الخلايا التائية لدى المرضى الذين عانوا من مضاعفات شديدة بعد الإصابة بفيروس (كوفيد19) قد تعرضوا إلى نشاط مفرط لهذه الخلايا والتي اتسمت استجابتها بالفوضوية مما أدى إلى اختفائها من الدم. كما أكدوا أن تشريح جثث مرضى "كورونا" كشف وجود نخر في بعض الأنسجة، ولا سيما في مناطق مثل الطحال والغدد الليمفاوية حيث توجد خلايا التائية عادة.
وقد امتنعت منظمة الصحة العالمية عن اعتماد "جواز المناعة" في الوقت الحالي كون البيانات المتوفرة غير كافیة لضمان دقة "جواز المناعة". كما يجب ان يؤخذ بالحسبان ان بعض الأشخاص الذين قد يعتقدون أنھم محصنون من الإصابة بعدوى ثانیة بعد نتیجة الفحص الإیجابیة الاولى، قد یتجاھلون نصائح وارشادات الجهات الصحية ولا يتبعون الاجراءات الوقائية. ولذلك فإن استخدام ھذه الشھادات قد یزید من مخاطر استمرار انتقال المرض.
وقد شددت منظمة الصحة العالمية على أنه من المتوقع أن تستمر هذه الجائحة لفترة طويلة، مشيرةً إلى أنه من المهم مواصلة جهود الاستجابة المجتمعية والوطنية والإقليمية والعالمية للقضاء عليها.
* أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات
وقد قدمت بعض الدول مقترحاً لدى منظمة الصحة العالمية بشأن تعديل بعض التدابیر الصحية والاجتماعیة خلال هذه المرحلة من الاستجابة لجائحة "كورونا". حيث دعت تلك الدول إلى استعمال ما يسمى بـ "جوازات المناعة"، لتمكین الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس وكّونوا مناعة طبيعية من السفر أو العودة إلى العمل على افتراض أنھم محصنون من الإصابة مجدداً بالعدوى، لرفع الحجر الصحي واستئناف النشاط الاقتصادي. حيث يعتمدون على وجود الأجسام المضادة لفيروس (كوفید19)، في دم الأشخاص لمنح "جواز مناعة" أو "شھادة خلو من المخاطر".
ورغم ان معظم الدراسات قد اظهرت أن الأشخاص الذین تعافوا من الإصابة لدیھم أجسام مضادة للفيروس، غیر أنها بينت أن مستوى هذه الأجسام يتناقص بعد عدة أشهر.
إن اكتساب المناعة لبعض الأمراض من خلال العدوى الطبیعیة ھي عملیة متعددة الخطوات تحدث عادة على مدى أسبوعین أو أكثر بعد الإصابة. وفيما يخص استجابة الجسم للعدوى الفیروسیة فإنها تكون من خلال مجموعة من الاستجابات أولها المناعة الفطرية، حیث تبطئ بعض الخلایا المناعية تقدم الفيروس وقد تمنعه أحياناً من التسبب في ظھور الأعراض. وتعقب هذه المرحلة ما يسمى بالاستجابة التكیفیة، حیث يتم صنع الأجسام المضادة للفيروس بواسطة خلايا بائية "B-cell"، إضافة إلى تصنيع الخلایا تائية "T- cell" التي تقوم بالتعرف على الخلایا المصابة بالفيروس وتقضي علیھا، وھو ما یسمى بالمناعة الخلویة. وأن المناعة المكتسبة من الخلايا التائية تدوم لعدة سنوات، على عكس المناعة التي تتولد من الأجسام المضادة التي تبقى لبضعة أشهر فقط. وقد تؤدي ھذه الاستجابة إلى تخلیص الجسم من الفيروس أو حتى منع الإصابة مجدداً بنفس الفیروس.
وقد أظهرت إحدى الدراسات في معهد علمي في السويد أن الكثير من الأشخاص الذين كانت إصابتهم بفيروس (كوفيد 19) متوسطة أو خالية من الأعراض تكونت لديهم المناعة المعتمدة على الخلايا التائية، ولم تظهر الأجسام المضادة لديهم. وبحسب نتائج هذه الاختبارات فقد افترض الباحثون أن عدداً من الناس قد يمتلكون القدرة على مقاومة الفيروس مجدداً في حالة أصيبوا به مرة أخرى .
إلا أن علماء المناعة بجامعة كينغز كوليدج في لندن أشاروا إلى أن الخلايا التائية لدى المرضى الذين عانوا من مضاعفات شديدة بعد الإصابة بفيروس (كوفيد19) قد تعرضوا إلى نشاط مفرط لهذه الخلايا والتي اتسمت استجابتها بالفوضوية مما أدى إلى اختفائها من الدم. كما أكدوا أن تشريح جثث مرضى "كورونا" كشف وجود نخر في بعض الأنسجة، ولا سيما في مناطق مثل الطحال والغدد الليمفاوية حيث توجد خلايا التائية عادة.
وقد امتنعت منظمة الصحة العالمية عن اعتماد "جواز المناعة" في الوقت الحالي كون البيانات المتوفرة غير كافیة لضمان دقة "جواز المناعة". كما يجب ان يؤخذ بالحسبان ان بعض الأشخاص الذين قد يعتقدون أنھم محصنون من الإصابة بعدوى ثانیة بعد نتیجة الفحص الإیجابیة الاولى، قد یتجاھلون نصائح وارشادات الجهات الصحية ولا يتبعون الاجراءات الوقائية. ولذلك فإن استخدام ھذه الشھادات قد یزید من مخاطر استمرار انتقال المرض.
وقد شددت منظمة الصحة العالمية على أنه من المتوقع أن تستمر هذه الجائحة لفترة طويلة، مشيرةً إلى أنه من المهم مواصلة جهود الاستجابة المجتمعية والوطنية والإقليمية والعالمية للقضاء عليها.
* أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات