بإعلان مملكة البحرين أنها ستقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، تكون هي الدولة العربية الرابعة بعد مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة التي تعلنها دون إنكار وعلى الملأ.
قررت البحرين أن تنحاز لمصالحها الخاصة بقرار سيادي ليس لأحد أن يتدخل فيه، وتفك الارتباط بين مصالحها ومصالح الفلسطينين من بعد ربطها مدة تزيد عن سبعين عاماً، دون أن تقف ضد مصالحهم، ودون أن تتوقف عن مساعدتهم إن طلب منها ذلك، لكنها بالمقابل لن تعطل مصالحها ارتهانا لرضى وقبول القيادات الفلسطينية وسماحها؛ فالقيادة البحرينية ملزمة بالحفاظ على أمن البحرين وعلى سلامة ومصالح شعبها بالدرجة الأولى، ومن ثم تأتي مصالح الدول الحليفة والشقيقة، ومنها مصالح الفلسطينيين.
لقد بقيت البحرين وفية طوال أكثر من سبعين عاماً ترهن مصلحة البحرين بمصلحة الأشقاء الفلسطينيين، وظلت كذلك حتى بعد أن تغيرت الظروف من حولها وتبدلت مهدداتها الأمنية ووجدت نفسها وسط إقليم يضج بالصراعات وأمام خطر إيراني مباشر وجه سلاحه إليها، وخطر تركي احتل الجزيرة القطرية وخطر مليشيات إيرانية تحاصر دولها الخليجية، و لولا الله ومن بعده حكمة قيادتنا وهذا الشعب الوفي الذي أنقذ البحرين من السقوط، ولولا وقوف المملكة العربية السعودية والإمارات معنا لكنا الآن في مرمى النيران الإيرانية.
هذه المتغيرات والمهددات لم تراع -مع الأسف- من قبل القيادات الفلسطينية، رغم أنها تشكل لنا مسألة بقاء أو عدمه، بل زاد الطين بلة أن اتفق فصيل فلسطيني وهو حماس مع إيران ضدنا، رغم أن إيران تحتل أرضا خليجية، وكنا ننتظر المعاملة بالمثل على أقل تقدير نظير هذا الوفاء الذي استمر أكثر من سبعين عاماً، وحتى السلطة بقيادة محمود عباس ارتمت في حضن القرار القطري وأساءت للإمارات دون أدنى اعتبار لمواقفها التاريخية مع الشعب الفلسطيني، ومع ذلك بقيت البحرين متمسكة بالارتباط البحريني الفلسطيني إلى أن قررت أن تنظر في مصالحها الخاصة وتعمل على حفظ أمنها دون أن تعرقل أو تعطل أو حتى تتأخر عن مساعدته ومساندته في جميع قراراته التي يرى فيها مصلحته.
فك الارتباط يحصر القرار في عدم رهن قراراتنا السيادية بقبول القيادة الفلسطينية لها، فإن رأينا أن لنا مصلحة بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل سنفعل ذلك في العلن، وليس في السر كغيرنا، لكنه لا يعني تغير موقف البحرين من حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته، ولا يعني عدم اقرارنا بمبادرة السلام العربية، و كل خطوة عربية تقربنا من هذه المبادرة هي خطوة محمودة، وهناك من يتفق معنا وهناك من يختلف معنا، و من حق من يعترض على فك هذا الارتباط أن يعلن عن رأيه، أنا عن نفسي حتى اللحظة لا أستسيغ التعامل مع الإسرائيليين، وذلك لإرث فكري راسخ في الذهنية منذ الصغر، لكنني أتفق بأن أي دولة عربية لا بد أن تفكر في مصالحها الخاصة، بناء على ما تملك من اطلاع ومعرفة بمهدداتها الأمنية والاقتصادية، وخاصة أن المنطقة مقبلة على تغيرات كبيرة وألا ترهن مصالحها بقبول أو عدم قبول القيادات الفلسطينية، وخاصة بعد موقف تلك القيادة المشين من دولة الإمارات العربية المتحدة الخالي من أي حصافة أو ذوق.
أما الشعب الفلسطيني فقد سمعنا آراء الفلسطينين الذين يقيمون في دولنا الخليجية وخاصة في الإمارات، فهو رأي في منتهى الذوق والأدب والاحترام، قدروا ما فعلته الإمارات معهم طوال النصف قرن الماضي، حيث عملوا وربوا أبناءهم ودرسوهم وعاشوا معززين محترمين مكرمين وقدمت لهم الإمارات ما لم تقدمه لهم قياداتهم، هؤلاء وغيرهم من المتواجدين معنا في البحرين وفي أي موقع عربي سيظلون في عيوننا أهلا وأشقاء وسنقف معهم في خياراتهم وفي قرارهم وستظل البحرين مملكة للسلام وللأمان هي وبقية دول الخليج تقدم للشعب الفلسطيني كل الدعم والمساندة، خلاصة القول آن الأوان حين يتعلق الأمر بمصالحنا أن نقول البحرين أولاً.
{{ article.visit_count }}
قررت البحرين أن تنحاز لمصالحها الخاصة بقرار سيادي ليس لأحد أن يتدخل فيه، وتفك الارتباط بين مصالحها ومصالح الفلسطينين من بعد ربطها مدة تزيد عن سبعين عاماً، دون أن تقف ضد مصالحهم، ودون أن تتوقف عن مساعدتهم إن طلب منها ذلك، لكنها بالمقابل لن تعطل مصالحها ارتهانا لرضى وقبول القيادات الفلسطينية وسماحها؛ فالقيادة البحرينية ملزمة بالحفاظ على أمن البحرين وعلى سلامة ومصالح شعبها بالدرجة الأولى، ومن ثم تأتي مصالح الدول الحليفة والشقيقة، ومنها مصالح الفلسطينيين.
لقد بقيت البحرين وفية طوال أكثر من سبعين عاماً ترهن مصلحة البحرين بمصلحة الأشقاء الفلسطينيين، وظلت كذلك حتى بعد أن تغيرت الظروف من حولها وتبدلت مهدداتها الأمنية ووجدت نفسها وسط إقليم يضج بالصراعات وأمام خطر إيراني مباشر وجه سلاحه إليها، وخطر تركي احتل الجزيرة القطرية وخطر مليشيات إيرانية تحاصر دولها الخليجية، و لولا الله ومن بعده حكمة قيادتنا وهذا الشعب الوفي الذي أنقذ البحرين من السقوط، ولولا وقوف المملكة العربية السعودية والإمارات معنا لكنا الآن في مرمى النيران الإيرانية.
هذه المتغيرات والمهددات لم تراع -مع الأسف- من قبل القيادات الفلسطينية، رغم أنها تشكل لنا مسألة بقاء أو عدمه، بل زاد الطين بلة أن اتفق فصيل فلسطيني وهو حماس مع إيران ضدنا، رغم أن إيران تحتل أرضا خليجية، وكنا ننتظر المعاملة بالمثل على أقل تقدير نظير هذا الوفاء الذي استمر أكثر من سبعين عاماً، وحتى السلطة بقيادة محمود عباس ارتمت في حضن القرار القطري وأساءت للإمارات دون أدنى اعتبار لمواقفها التاريخية مع الشعب الفلسطيني، ومع ذلك بقيت البحرين متمسكة بالارتباط البحريني الفلسطيني إلى أن قررت أن تنظر في مصالحها الخاصة وتعمل على حفظ أمنها دون أن تعرقل أو تعطل أو حتى تتأخر عن مساعدته ومساندته في جميع قراراته التي يرى فيها مصلحته.
فك الارتباط يحصر القرار في عدم رهن قراراتنا السيادية بقبول القيادة الفلسطينية لها، فإن رأينا أن لنا مصلحة بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل سنفعل ذلك في العلن، وليس في السر كغيرنا، لكنه لا يعني تغير موقف البحرين من حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته، ولا يعني عدم اقرارنا بمبادرة السلام العربية، و كل خطوة عربية تقربنا من هذه المبادرة هي خطوة محمودة، وهناك من يتفق معنا وهناك من يختلف معنا، و من حق من يعترض على فك هذا الارتباط أن يعلن عن رأيه، أنا عن نفسي حتى اللحظة لا أستسيغ التعامل مع الإسرائيليين، وذلك لإرث فكري راسخ في الذهنية منذ الصغر، لكنني أتفق بأن أي دولة عربية لا بد أن تفكر في مصالحها الخاصة، بناء على ما تملك من اطلاع ومعرفة بمهدداتها الأمنية والاقتصادية، وخاصة أن المنطقة مقبلة على تغيرات كبيرة وألا ترهن مصالحها بقبول أو عدم قبول القيادات الفلسطينية، وخاصة بعد موقف تلك القيادة المشين من دولة الإمارات العربية المتحدة الخالي من أي حصافة أو ذوق.
أما الشعب الفلسطيني فقد سمعنا آراء الفلسطينين الذين يقيمون في دولنا الخليجية وخاصة في الإمارات، فهو رأي في منتهى الذوق والأدب والاحترام، قدروا ما فعلته الإمارات معهم طوال النصف قرن الماضي، حيث عملوا وربوا أبناءهم ودرسوهم وعاشوا معززين محترمين مكرمين وقدمت لهم الإمارات ما لم تقدمه لهم قياداتهم، هؤلاء وغيرهم من المتواجدين معنا في البحرين وفي أي موقع عربي سيظلون في عيوننا أهلا وأشقاء وسنقف معهم في خياراتهم وفي قرارهم وستظل البحرين مملكة للسلام وللأمان هي وبقية دول الخليج تقدم للشعب الفلسطيني كل الدعم والمساندة، خلاصة القول آن الأوان حين يتعلق الأمر بمصالحنا أن نقول البحرين أولاً.