بعد كل ما حققته البحرين من نجاحات في مكافحة فيروس كورونا (كوفيد19)، وما حققته من نتائج، ورغم التحذيرات والتنبيهات الرسمية بضرورة العناية بتطبيق الإجراءات الاحترازية، إلا أن البعض لا يزال يصر على ارتكاب جريمة بحق نفسه وأهله ووطنه.فما كشفت عنه الأرقام الرسمية الأسبوع الماضي يؤكد وقوع المحظور، حيث تضاعفت أعداد الإصابات لتصل إلى أرقام غير مسبوقة، ما شكل عبئاً إضافياً على القطاع الصحي بشكل خاص، وعلى كل مؤسسات الدولة بكل قطاعاتها بشكل عام، ما يعني أننا قد نعود إلى المربع الأول بكل ما يعنيه ذلك من إجراءات ربما تكون قاسية على الجميع.من الواضح أن الإهمال والرغبة في التحدي هو السبب الرئيس لما وصلنا إليه من ارتفاع في عدد الحالات، لكن المؤسف في الأمر أن يكون ثلث تلك الإصابات من نصيب الأطفال نتيجة عدم شعور البعض بالمسؤولية، وكأنهم يسعون للتضحية بلفذات أكبادهم من أجل مآرب خاصة، وهو ما يتنافى كلياً مع كل القيم الدينية والاجتماعية وحتى الإنسانية.فمن لا يخاف على أبنائه ويحرص على صحتهم وسلامتهم، لا يستحق هذه النعمة.ومع الارتفاع الكبير في عدد الحالات اتخذت اللجنة التنسيقية قرارات هامة وحازمة، تمثلت في تأجيل موعد العودة إلى المدارس لمدة أسبوعين، إضافة إلى تأجيل استئناف تقديم الخدمات الداخلية في المطاعم والمقاهي لمدة شهر، وهو ما يفرض مزيداً من التأثيرات الاقتصادية على مختلف القطاعات التجارية في المملكة.وبالحديث عن القطاع الاقتصادي، فلا يزال موضوع تأجيل القروض البنكية من عدمه، وربط ذلك بالمحافظة على مصالح البنوك من خلال حقها باستيفاء فوائد لتأجيل القروض، عرضة لتصريحات متناقضة من بعض الجهات، وهو ما قد يزيد من حيرة المقترضين، وترددهم باتخاذ قرارات نهائية في هذا الشأن.وتزامنت كل هذه التطورات الأسبوع الماضي مع احتفال العالم باليوم الدولي لسلامة المرضى، حيث التحديات الكبيرة التي يواجهها العاملون الصحيون، إذ يؤدي عملهم في أوساط مرهقة إلى تفاقم المخاطر المحيقة بسلامتهم، بما يشمل إصابتهم بالعدوى، لا قدر الله، أفلا يستحقون منا أن نقف معهم ونساند جهودهم، ولو بأضعف الإيمان، وهو الالتزام بالإجراءات الاحترازية؟!!* إضاءة..«الكوادر الطبية والتمريضية وكافة الفرق الداعمة لهم من الجهات المختلفة تقوم بواجباتها ومهامها بكل اقتدار من أجل الوطن والمواطنين وكل من يعيش على أرض المملكة، وهذه الجهود الكبيرة هي محل فخر واعتزاز ويجب أن تقدر من الجميع، وأن أكبر تقدير ورد للعرفان والجميل لهم في هذا المرحلة هو الالتزام بالتعليمات التي تصدر عن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19) والجهات ذات الصلة من أجل التغلب على هذا التحدي». «من كلمة صاحب السمو الملكي ولي العهد في اجتماع اللجنة التنسيقية».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90