مظاهرانتشار التفاهة في حياتنا عديدة، إلى درجة تحولت معها هذه التفاهة إلى بنية تطبق على حياتنا من أغلب جوانبها. ويكفي الدخول إلى أهم تطبيقات التواصل الاجتماعي، لتداهمك التفاهة والسخافة والانحطاط، ويصيبك الغثيان من كثرة التافهين الذين يقدرون بالملايين، والفيديوهات والصور الخالية من المعنى والجدوى، والتي يمكن أن تحصل على مليون أو 100 مليون مشاهدة وإعجاب في يوم واحد!
إنه زمن التفاهة بامتياز، تمكن فيه التافهون والتافهات من السيطرة على حياتنا، وأمسكوا بمراكز تأثير حيوية في عالم يبدو أنه أصبح يكافئ التفاهة والسطحية، عوضاً عن الجدارة والإبداع، والسعي لإفراغ المفاهيم والقيم السياسية والاجتماعية والإنسانية والأخلاقية من معناها، واستبدالها بمفاهيم وقيم الربح والخصخصة والتنافسية وسوق العمل....، ما حوّل المجتمعات البشرية إلى ما يشبه الشركات التجارية.
إن الابتذال والتفاهة أصبحا يدمران الحياة، والتسطيح بات يضرب بجذوره في المجتمعات، والأميون الجدد يسيطرون على الجسد الاجتماعي والثقافي الذي ينصرف فيه الفرد إلى خلاصه الفردي. وتكفي مطالعة ملايين الصور والأفلام التي تُلتقط لهررة وكلاب وخنافس وأرانب، وفئران وسندويتشات وأكواب للقهوة والشاي، حتى ندرك مدى انتشار التفاهة التي تزدحم بها حياتنا اليومية، في ظل غياب المعنى الذي أصبح هو المعنى ذاته، كما أن السلبية تحولت إلى قيمة في حد ذاتها، تجد من يمجدها ويدافع عنها. وانتشر منطق: «وأنا ما لي؟»، حتى أصبح إبداء الرأي أو الاهتمام بالشأن العام بلا أهمية، فتُركت الساحة للسخافات وللغة الخشبية، بل إن بعض الكتابات المنتجة في الفضاءات الأكاديمية باتت هي الأخرى غارقة في التفاصيل الباهتة وغير المفيدة، في بحوث وكتابات لا قيمة لها ولا وزن، في ظل هوس الحصول على الدرجات العلمية المخصصة للوجاهة، بل تحولت المعرفة نفسها إلى سلعة، والعديد من الجامعات تحولت من منتج للمعرفة إلى تاجر يبيع الشهادات.
أما على الصعيد السياسي فحدث ولا حرج: فقد تم إفراغ الحياة السياسية من الأفكار الكبرى ومن البرامج والقيم التي ناضلت من أجلها الشعوب قروناً وعقوداً، وكاد العمل السياسي يخلو من القيم والمُثل العليا، في ظل ترذيل العمل السياسي المنتج، وتسيد منطق التفاهة والسخافة على حساب كل ما هو قيّم ومفيد.
* همس:
مسافر في أرض الله
وفي سماه،
أبحث عن وردة،
عن فراشة من حرير
تداعب روحي،
عن لحظة
تشرق فيها شموس
لا تنطفئ،
في صباح اليوم التالي.
إنه زمن التفاهة بامتياز، تمكن فيه التافهون والتافهات من السيطرة على حياتنا، وأمسكوا بمراكز تأثير حيوية في عالم يبدو أنه أصبح يكافئ التفاهة والسطحية، عوضاً عن الجدارة والإبداع، والسعي لإفراغ المفاهيم والقيم السياسية والاجتماعية والإنسانية والأخلاقية من معناها، واستبدالها بمفاهيم وقيم الربح والخصخصة والتنافسية وسوق العمل....، ما حوّل المجتمعات البشرية إلى ما يشبه الشركات التجارية.
إن الابتذال والتفاهة أصبحا يدمران الحياة، والتسطيح بات يضرب بجذوره في المجتمعات، والأميون الجدد يسيطرون على الجسد الاجتماعي والثقافي الذي ينصرف فيه الفرد إلى خلاصه الفردي. وتكفي مطالعة ملايين الصور والأفلام التي تُلتقط لهررة وكلاب وخنافس وأرانب، وفئران وسندويتشات وأكواب للقهوة والشاي، حتى ندرك مدى انتشار التفاهة التي تزدحم بها حياتنا اليومية، في ظل غياب المعنى الذي أصبح هو المعنى ذاته، كما أن السلبية تحولت إلى قيمة في حد ذاتها، تجد من يمجدها ويدافع عنها. وانتشر منطق: «وأنا ما لي؟»، حتى أصبح إبداء الرأي أو الاهتمام بالشأن العام بلا أهمية، فتُركت الساحة للسخافات وللغة الخشبية، بل إن بعض الكتابات المنتجة في الفضاءات الأكاديمية باتت هي الأخرى غارقة في التفاصيل الباهتة وغير المفيدة، في بحوث وكتابات لا قيمة لها ولا وزن، في ظل هوس الحصول على الدرجات العلمية المخصصة للوجاهة، بل تحولت المعرفة نفسها إلى سلعة، والعديد من الجامعات تحولت من منتج للمعرفة إلى تاجر يبيع الشهادات.
أما على الصعيد السياسي فحدث ولا حرج: فقد تم إفراغ الحياة السياسية من الأفكار الكبرى ومن البرامج والقيم التي ناضلت من أجلها الشعوب قروناً وعقوداً، وكاد العمل السياسي يخلو من القيم والمُثل العليا، في ظل ترذيل العمل السياسي المنتج، وتسيد منطق التفاهة والسخافة على حساب كل ما هو قيّم ومفيد.
* همس:
مسافر في أرض الله
وفي سماه،
أبحث عن وردة،
عن فراشة من حرير
تداعب روحي،
عن لحظة
تشرق فيها شموس
لا تنطفئ،
في صباح اليوم التالي.