قول وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية عبر مقال نشرته أخيراً إنها «تتوقع أن يكون الرئيس الإيراني القادم من صفوف العسكر وجنرالات الحرس الثوري» قول ينبغي أن يحصل على مساحة كبيرة من اهتمام أصحاب القرار في دول المنطقة، فأن يكون الرئيس الإيراني الجديد من العسكر يعني أن النظام الإيراني يعد العدة لأمور يفترض ألا تكون خافية على المعنيين بهذه الدول ويعني أن هذا النظام لن يصبح أكثر عدائية تجاه الولايات المتحدة وحدها، كما جاء في المقال، وإنما يعمل على زيادة حصة عدائه لدول الخليج العربي وعلى الخصوص الدول التي اختارت نهج السلام وأقامت - أو ستقيم بعد حين - علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل.

مقال «بلومبيرغ» ينبغي أن يؤخذ على أنه تنبيه قوي لدول المنطقة كافة مفاده أن النظام الإيراني لا يسعى إلى حماية نفسه فقط ولا إلى رفع درجة العداء لأمريكا فقط وإنما يسعى أيضاً إلى الإساءة للدول التي اختارت أو ستختار بعد قليل نهج السلام وستبذل كل الجهود كي تحرمها من الأمن والاستقرار خصوصاً وأن لدى هذا النظام خبرة طويلة في هذا المجال. وليس ما حصل هنا في البحرين في فبراير 2011 ببعيد.

ما سيحصل لو تمكن الحرس الثوري الإيراني من السيطرة على مفاصل السلطة في إيران وصار يحكمها بالكامل هو أن النظام الإيراني سيركن إلى حجة أن إقامة بعض دول مجلس التعاون علاقات مع إسرائيل يعني أنها تريد تهديد إيران وزعزعة استقرارها وأن هذا يعطيها الحق في حماية نفسها من إسرائيل، ومن منع تمكن إسرائيل من المنطقة.

مقال بلومبيرغ نبه إلى أن من المرشحين الأقوياء الذين سيحلون محل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية في منتصف يونيو 2021 وزير الدفاع الحالي حسين دهقان والذي يشغل أيضاً منصب المستشار العسكري لشؤون الصناعات الدفاعية للمرشد العام علي خامنئي. معنى ما سبق هو أن النظام الإيراني يعمل من الآن وبقوة على تشكيل حكومة حرب.