البعض الذي تقوده العاطفة يعتبر العلاقات مع إسرائيل جريمة، لكن الذين يتبعون العقل وينظرون إلى الأمور بموضوعية يؤمنون بأن اختيار نهج السلام وإقامة علاقات مع إسرائيل تتحقق بهما الكثير من المكاسب.

«يكفي التعامل مع إسرائيل في المجال العلمي الذي تتميز فيه، فالقائمة التي تضم أسماء أفضل عشر جامعات في العالم يتوفر فيها ثلاث أو أربع جامعات إسرائيلية. إسرائيل متفوقة في الجانب العلمي، ومن يمتلك ناصية العلم يمتلك ناصية الحياة وناصية المستقبل». هكذا يقول العقلاء وهكذا كتبت مرة أو مرات.

أولئك الذين تقودهم عواطفهم يسارعون إلى الرد على هذا بقولهم إن هذا يعني نهاية القضية الفلسطينية، وهو خطأ يسمحون لأنفسهم بالوقوع فيه، فهذه القضية لا تنتهي بإقامة علاقات مع إسرائيل، وإقامة هذه العلاقات لا يعني التوقف عن دعم القضية الفلسطينية. القضية قضيتنا، ولا يمكننا التخلي عنها. كل الذي يقال الآن هو أن حل هذه القضية لا يكون بالاستمرار في مقاطعة إسرائيل ومعاداتها.

رفض إقامة علاقة مع إسرائيل لا يعني أن القضية الفلسطينية ستحل ولا يعني أن الموقف الفلسطيني سيكون أقوى، وإقامة بعض الدول العربية أو جميعها علاقة مع إسرائيل لا يعني أن الموقف الفلسطيني سيصير ضعيفاً أو أن القضية ستنتهي.

تقدير العقلاء هو أن العكس هو الذي سيحدث «حيث بإمكان الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل أن تضغط عليها لتقديم التنازلات وإقناعها بضرورة إنهاء الخلاف مع الفلسطينيين بإعادة الأراضي إليها وتنفيذ القرارات الدولية في هذا الخصوص». هكذا قال العقلاء ويرددون وهكذا كتبت مرة أو مرات.

الطبيعي هو أن إسرائيل لن تفرط في مصالحها ومكاسبها وستحرص على ألا تتراجع الدول التي أقامت علاقات أوستقيم معها عن قرارها فتقدم لها ما تريد والذي منه حل المشكلة الفلسطينية بناء على القرارات الدولية.

هكذا يقول العقلاء، وهكذا كتبت مرة أو مرات.