«كيف تخرجون من المصفوفة إن كنتم لا تدرون أنكم بداخلها؟» سؤال ضخم لعله كان السبب الرئيس الذي انطلق من أجله الفيلم الوثائقي «المعضلة الاجتماعية The Social Dilemma»، فكيف سنخرج من معضلة وسائل التواصل الاجتماعي إن لم نعلم عنها شيئاً؟ صحيح أننا نقر بكثير من السلبيات لها وقد تناولها كثير من الباحثين في مجالات مختلفة، ولكن ماذا لو تعرفنا على حقيقة المشكلة من منظور صانعي تلك التقنيات وتفسيرهم لكيفية عملها؟ حيث معرفة ما يجري خلف الكواليس. ماذا لو سمعنا اعترافاتهم الدامغة باستخدام البشر كفئران تجارب؟ ولكن ليس لإيجاد علاج يحاولون الإفادة به، بل لأنهم يعلمون على تغيير السلوك بما يحقق لهم جني الأموال. ماذا لو أكدوا أن صناعتهم تقوم على التفوق في اختراق العقول البشرية وزراعة العادات غير الواعية باستخدام تكنولوجيا الإقناع وعبر جذع الدماغ مباشرة؟ ماذا لو أخبرونا أن صناعتهم تقوم على التلاعب والخداع والتسلل؟ ونحن نشتري بضاعتهم بامتنان بالغ! بل مندفعين نحوها بإدمان يصعب الفكاك منه! ماذا لو حدثونا عن تجارب العدوى واسعة النطاق وصناعة المعلومات والاتجاهات لكل فرد على حده بحسابات معقدة تأخذ في الاعتبار سيكولوجية الفرد والمجتمع في آن؟في الحقيقة..لقد أخبرونا في هذا الفيلم عن الكثير من أسرارهم وما سبق قليل منها فقط. هي معلومات صادمة بلا شك، تجعلك تعيد التفكير في حقيقة أفكارك تجاه كل شيء وتتساءل كيف تمت صياغتها، وإذا ما كان لوسائل التواصل الاجتماعي الغلبة في تشكيلها. لقد بينوا كيف أن بضاعتهم تخرج أسوأ ما في المجتمعات وهو ما يعني تهديداً وجودياً فعلياً، إذ يكمن التهديد الحقيقي في تخطي التكنولوجيا نقاط ضعف الإنسان وتغلبها عليها، ورغم كل تلك الفوضى التي تم إحداثها في داخلنا ومن حولنا، فقد جرى تحويلنا إلى مجتمع «مجتمع إنساني» غير قادر على معالجة نفسه من فوضاه. ثم وفجأة تكتشف أنه «لا يوجد سوى صناعتين اللتين تطلقان على عملائها اسم «مستخدمين»: المخدرات غير المشروعة والبرامج» ما يجعلك تتساءل عن حقيقة ما نمر فيه خلال «استخدامنا» لتلك المواقع.* اختلاج النبض:أنصح بمتابعة فيلم «المعضلة الاجتماعية» واستخلاص كثير من الحقائق، ثم التأمل إن كان ثمة ما يمكننا عمله تجاه ما نحن متورطين فيه بالفعل..!!