أنهى منتخبنا الوطني لكرة القدم معسكره التدريبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بفوز مستحق على الأبيض الإماراتي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ليضيف هذا الفوز إلى الانتصارين السابقين على منتخبي طاجيكستان ولبنان ليؤكد جاهزيته الفنية والبدنية لخوض ما تبقى من تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 ونهائيات كأس الأمم الآسيوية القادمة.

ظهر المنتخب في مبارياته الثلاث بشكل مطمئن من الناحيتين الفنية والمعنوية فيما واصل المدرب "هيليو سوزا" فلسفته التدريبية المتميزة والتي قادت منتخبنا للظفر باللقب الخليجي الأول وقبله اللقب الغرب آسيوي وهي الفلسفة التي أربكت حسابات المدربين المنافسين والقائمة على عدم الاعتماد على تشكيلة ثابتة وإفساح المجال لأكبر عدد ممكن من اللاعبين كل حسب المركز الذي يتميز فيه وهذا ما كرره "سوزا" في معسكر الإمارات الذي أشرك فيه جميع اللاعبين الخمسة والعشرين ومن بينهم الاكتشاف الجديد المالكاوي محمد جميل الذي يعد واحداً من المواهب الكروية الواعدة ..

ليس هذا فقط ما يميز المدرب "العالمي" "سوزا"، بل إن قراءاته الدقيقة لسير المباريات تعد من مميزاته الإيجابية وهذا ما أكده خلال الشوط الثاني من "ودية الإمارات" حين أجرى سلسلة من التبديلات التي غيرت مجرى المباراة وحولت تأخر المنتخب من خاسر بهدف مقابل لاشيئ إلى فائز بثلاثة أهداف لهدف بأداء جماعي مطمئن ومشرف، هيمن من خلاله على مجريات الشوط الثاني ..

يبدو أن هذا التفوق الفني والميداني هو انعكاس واقعي للجانب النفسي والمعنوي الذي يعيشه المنتخب الوطني تحت إشراف الطاقم البرتغالي، وهذا ما عبر عنه هداف الفريق محمد الرميحي في تصريحه لقناة "أبوظبي الرياضية" بعد نهاية المباراة مباشرة حين أكد بأن الفريق يعيش كأسرة واحدة ويلعب لهدف واحد هو الفوز والتأهل لنهائيات المونديال القادم وإعلاء اسم مملكة البحرين مشيراً إلى ما يتمتع به الفريق من تجانس وانسجام داخل وخارج الملعب وما يتسم به جميع اللاعبين من روح تنافسية عالية، واصفاً العلاقة بين اللاعبين والجهازين الإداري والفني بالمتينة ..

نتمنى أن يتواصل العطاء التصاعدي لمنتخبنا الوطني في مراحل الإعداد القادمة وأن يكون في قمة جهوزيته عندما تحل مرحلة الجد من التصفيات "الآسيومونديالية " باعتبارها المرحلة الأهم والتي نتطلع جميعاً من خلالها إلى بلوغ الهدف الرئيس وهو التأهل إلى نهائيات البطولتين الآسيوية والعالمية ..