يقول المولى عز وجل: «قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون». فهو الإسلام الذي رحمنا الله به لنسير على منهاجه تعبداً لله تعالى، وأنزل القرآن الكريم ليكون نبراساً لنا بتعاليمه وبآياته الشافية للصدور، فهو فضل من الله ونعمة وخير لكل مسلم من هوامش هذه الحياة. قال ابن عباس عن هذه الآية: «بفضل الله القرآن، وبرحمته حين جعلهم من آهل القرآن». وقال محمد بن كعب: «إذا عملت خيراً حمدت الله عليه فافرح فهو خير مما تجمعون من الدنيا». وجاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم وسأله: متى الساعة؟ فأجابه: «وماذا أعددت لها؟». قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله. قال: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت». فهي نعمة كبيرة وفرح غمر قلوب الصحابة بهذه البشارة النبوية الجميلة بأنهم سيكونون مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة بحبهم له في الدنيا وباتباعهم لهديه عليه الصلاة والسلام، اللهم اجعلنا منهم. إنها ساعات الفرح للنفس بأن تكون في ديمومة من العبادة والقرب من الله عز وجل وحب الله بالتعبد بالمداومة على قراءة كتابه بطمأنينة وخشوع، وحب النبي صلى الله عليه وسلم باتباع هديه وبمدارسة سيرته وتحري نبل أخلاقه في الحياة، فهو الفرح الحقيقي عندما نتأسى بأخلاقه ونسير في دروب الحياة كما سار عليه الصلاة والسلام. فما أجمل أن نفرح بالإسلام والقرآن ورسول الأنام فهي مفاتيح السعادة والطمأنينة في الحياة، وبهم تسكن النفس وترتقي في مدارج الخير، ونستبشر بساعات الخير في كل لحظة تمر علينا في كافة مناحي الحياة. حينها تجد الابتسامة لا تفارق محياك، وقلبك مطمئن وأنت تتعامل مع شجون الحياة، فلا تؤثر في نفسك التفاهات، ولا تتصادم مع جنون البشر، لأنك مطمئن بمعية الله، ومستبشر بآيات الطمأنينة والشفاء التي اعتدت أن تقرأها، وبحمدك وشكرك للمولى الكريم أن جعلك من أهل الإسلام ومن أهل القرآن. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران: فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة «أي السحرة»» رواه مسلم.عش ساعات الفرح وكأنك ستسافر عما قريب، فتستثمر كل لحظة بأن تكون مع الله، بنيتك الصافية وقلبك الطاهر ونفسك السعيدة التي تشتاق لما عند الله، وتغدو في الحياة كطائر يجوب الآفاق وتترنم الأسماع بصوته الشذي. تنفس الفرح وتغافل عن إزعاجات الحياة فإنها والله تؤخر ركبك نحو مسير الآخرة. فإنك إن داومت على قربك من مولاك تطمن قلبك وتركت الأثر الجميل الذي سترى حصاده في صحائف الأعمال.* ومضة أمل:اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته.