الجزئية التي تناول فيها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران في كلمته في «حوار المنامة» وانتقد فيها سلوكها الذي تسبب في الكثير من الأزمات في المنطقة وكيف تتعامل معه الولايات المتحدة ، تضمنت أيضاً السبيل إلى خروج إيران مماهي فيه، حيث قال «إن على إيران أن تتخلى عن أنشطتها الشريرة في المنطقة» وشرح بأن عليها أن توقف العمل بأجهزة الطرد المركزي وبرنامجيها النووي والصاروخي اللذين تهدد بهما دول المنطقة. وبالطبع توقفها عن التدخل في شؤون الآخرين.

كل ما قاله بومبيو ينبغي من النظام الإيراني أن يأخذ به لو أنه يريد خير الشعب الإيراني والمنطقة، يضاف إليه أمر آخر هو أساس المشكلة وهو إلغاء المادتين اللتين بهما يبرر لنفسه التدخل في شؤون الآخرين، حيث تتضمن المادة 152 من الدستور الإيراني عبارة أن السياسة الخارجية لإيران ترتكز على «الدفاع عن حقوق جميع المسلمين» و«إقامة علاقات السلام مع الدول غير المعادية» بينما تحرض المادة 154 على القيام بكل هذا الذي ظل النظام يقوم به منذ استيلائه على السلطة.

نص المادة 154: «تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية سعادة الإنسان في المجتمع الإنساني قضية مقدسة بالنسبة لها، وكذلك تعتبر الاستقلال والحرية وقيام حكومة الحق والعدل حقاً لجميع الشعوب في العالم، وعلى هذا فإن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تتوانى عن دعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في كل بقعة من بقاع العالم».

ورغم اتباع هذه المادة بعبارة «ومع تمسك الجمهورية الإسلامية، في ذات الوقت، بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى» إلا أن ما حدث منذ إقرار الدستور وإلى الآن يؤكد عدم التزام النظام بهذه الإضافة، والواضح أنه يستفيد من الكلمتين اللتين أضافهما إلى تلك العبارة وهما «بشكل كامل»، فعندما تقول إنك لن تتدخل في شؤون الآخرين بشكل كامل فإن هذا يعني أنه يمكنك التدخل بشكل جزئي!