من منا لا ينتظر حلول شهر ديسمبر بفارغ الصبر، حيث تعم الاحتفالات والأفراح في كل مكان بمناسبة اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة، وتتزين البحرين باللونين الأحمر والأبيض لتبدوا عروساً تزهو بزينتها، ونسترجع معاً كافة الإنجازات التي حققتها البحرين في جميع المجالات، فذكر كيف كانت البحرين في عهد اللؤلؤ والغوص والعسر وكيف أصبحت في عهد النفط والرخاء والتنمية، حيث ارتقت وتميزت في جميع المجالات، فها هي البنية التحتية تعلو وتتميز، وها هو صرح العلم يعلو ويرتقي، وأما المستوى الصحي للمواطن فقد بات في أفضل المستويات، حتى ارتفع معدل الأعمار للمواطنين بفضل الرعاية الصحية، وها هي صروح الثقافة تنبري، والخدمات الاجتماعية تزداد جودة وكفاءة، فالتميز نال جميع مجالات التنمية، لتواصل البحرين مسيرة النماء، فنحمد الله على هذه النعم، ونشعر بالامتنان لقيادتنا الحكيمة، فالسادس عشر والسابع عشر من شهر ديسمبر يذكرنا باليوم الذي أعلنت فيه البحرين استقلالها عام 1971م ، وفيه نحيي ذكرى قيام دولة بحرينية عربية مسلمة حديثة منظمة كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم.

نعم نحتفل هذا العام، ولكن احتفالنا ليس كباقي الأعوام، نحن نحتفل بمرور نصف قرن من الزمان على استقلال بلدنا الحبيب، نصف قرن من النمو والازدهار والرخاء، نصف قرن شاع فيه الأمن والأمان، واجتازت البحرين أصعب المخاطر والتحديات بسلام، ووضعت الخطط والرؤى المستقبلية، ونفذت المشاريع التنموية لتقدم أفضل الخدمات على مستوى العالم فينعم المواطنون والمقيمون على حد سواء بالرفاهية، حتى باتت البحرين تتصدر قائمة الدول التي حققت أهداف التنمية المستدامة، وها هي البحرين اليوم مملكة حديثة يسودها الحق والقانون، ويتمتع فيها الجميع بالحرية والكرامة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية ومقومات العيش الكريم، وها هي قيم المواطنة تجمع أبناء هذا الوطن، وها هي البحرين تواصل مسيرتها التنموية بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه؛ فقيادته الحكيمة الفذة ارتقت بالمملكة لتكون في مصافّ الدول المتقدمة، وبحنكة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين رئيس الوزراء حققت البحرين نجاحات دولية، وازدهرت المشاريع التنموية.. حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها وأدام علينا نعمة الأمن والأمان وكل عام والبحرين بخير.