واضح أن كثرة الحديث عن لقاح «كورونا» وأهميته وضرورة أخذه جعل البعض يعتقد بأنه يحمي من الموت، وأنه بناء عليه فإن الذي يتطعم يفترض ألا يموت وإلا فإن هذا يعني أن اللقاح غير كفؤ وغير مفيد وأن ما يدور من كلام عن مؤامرة دولية لخفض عدد سكان العالم إلى النصف صحيح، وأنه ينبغي من الذين لم يأخذوه بعد أن يمتنعوا عن أخذه كي لا يموتوا!

يكفي للرد على هذا الفهم القول بأن الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى وأنه لا يمكن لأي مخلوق أن يموت إلا بعد أن يستوفي ما قدر له رب العالمين من رزق وحياة.

في السياق نفسه لا يمكن القول بأن سيناً من الناس الذي أخذ جرعة من اللقاح ومات في نفس اليوم أو اليوم التالي مات بسبب اللقاح، فهذا السين كان يمكن أن يموت قبل أخذ اللقاح بساعة أو دقيقة أو أثناء أخذه له وكذلك بعد أخذه، فهو في كل الأحوال سيموت طالما أن الموت مكتوب ولا مفر منه، فكل نفس ذائقة الموت. وعليه فإن الصحيح هو أن هذا السين أوالصاد توفي في الوقت الذي حدده له رب العزة وأنه لم يستأخر ساعة ولم يستقدم ساعة.

ولأن شعب البحرين متعلم ويدرك ما يجري من حوله لذا ينبغي ألا يصدق ما يشاع في مثل هذه الحالات، فالذين أخذوا اللقاح يمكن أن يموتوا في أي لحظة، والذين لم يأخذوه يمكن أيضاً أن يموتوا في أي لحظة، وهؤلاء وأولئك لا يمكن أن يموتوا إلا في التوقيت والظرف والكيفية التي قدرها الله سبحانه وتعالى من قبل أن يبرأ هذا الكون.

الرزق والحياة والموت كلها أمور بيد الخالق سبحانه ولا يمكن لأحد أن يتدخل في هذه المساحة فيوسع في رزق من يشاء ويهب الحياة لمن يشاء ويميت من يشاء. هذه المساحة خاصة بالله سبحانه وتعالى.