التصريحات التي تتالت من قبل العديد من المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً وزراء الخارجية بعد انتهاء قمة العلا التي عقدت أخيراً في المملكة العربية السعودية أكدت أن القرارات التي خرج بها القادة هي بمثابة إعلان عن بداية مرحلة جديدة تنطلق من إلقاء ما جرى من خلافات وسوالب خلف الظهور وعدم النظر إليها أو الحديث عنها، فقد صارت من الماضي، وأنه ليس صحيحاً ما قد يردده البعض من أن الجروح عميقة وأن بعضها لا يندمل.

الذي حصل بين دول مجلس التعاون يسهل تصنيفه في باب اختلاف وجهات النظر والخلافات الطارئة التي تحدث بين الحكومات لكنه لم يؤد إلى العداوة. يكفي القول بأن تلك الاختلافات والخلافات لم تكن بين الشعوب، أي أنها كانت سياسية، وليس غريباً أن تحدث مثل هذه الأمور بين الدول. ولأن المتغير هو الثابت الوحيد في السياسة لذا تغيرت الأمور وصار لدى كل الدول المعنية قناعة بأهمية تجاوز ما حصل وبدء مرحلة جديدة. وهذا بالضبط هو الذي قصده وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في لقائه قبل أيام مع رؤساء تحرير الصحف المحلية وكتاب الرأي والذي أطلعهم فيه على نتائج القمة الخليجية.

الوزير اهتم بالتأكيد على أن «القمة كانت بداية لمرحلة جديدة وأنها كشفت عن النوايا الحسنة وعكست الطموح والعزم الراسخ والأكيد لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون نحو تعزيز العمل الجماعي ومعالجة كل المشاكل والتحديات التي تعرقل مسيرة العمل الخليجي الذي يتوافق بالفعل مع تطلعات وطموح الشعوب الخليجية في تحقيق المزيد من الإنجازات التي تصب في صالح تعزيز التضامن والتكافل والعمل المشترك».

قيادات دول مجلس التعاون وحكوماتها وشعوبها تعيش اليوم بداية العهد الجديد الذي عنوانه الخير والمحبة والتجاوز عما مضى، والمضي في درب الإنجازات. لهذا فإن المطلوب من الجميع رؤية النقطة التي وضعها قادة التعاون في آخر السطر.