في عام 2008، أطلق حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه رؤية مملكة البحرين 2030، التي وضعها مجلس التنمية الاقتصادية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله وسدد خطاه، وفي نفس العام أُنشئت هيئة جودة التعليم والتدريب بمملكة البحرين كإجراء فوري لتنفيذ رؤية البحرين فيما يخص التعليم، وشهدت المؤسسات التعليمية والتدريبية بالمملكة تطوراً كبيراً في المستويين التعليمي والتدريبي، نتيجة تحديد مجموعة من المعايير الموضوعية التي حددتها الهيئة الوطنية بامتياز من ناحية والتزام المؤسسات المعنية بهذه المعايير من ناحية أخرى، فبمقارنة بسيطة بين سنة وأخرى يمكننا أن نرصد التحولات والنقلات النوعية على مستوى الشكل والمضمون في كافة المؤسسات التعليمية.
خلال العام الماضي راجعت الهيئة أداء مؤسسات التعليم العالي بالمملكة وقامت بزيارات ميدانية للجامعات، للوقوف على المستجدات ومتابعة سيرها. قد يبدو ذلك عادياً وروتينياً والحقيقة أنها ليست كذلك، وحكمي هذا صادر عن قناعةٍ كوني رئيساً للجامعة الخليجية، وشاهدٌ على هذه الإجراءات المهمة، لأؤكد أن هذه الزيارات كانت في منتهى الأهمية للتأكد من التزام المؤسسات بواجباتها نحو منتسبيها من كوادر تدريسية وإدارية والطلبة والمجتمع ونحو نفسها، وهنا تأتي النتيجة الأهم وهي تقرير الأداء الخاص بالمؤسسة الذي إما أن يُقر بسلامة إجراءات المؤسسة والتزامها، أو يرصد مجموعة من الملاحظات لتلافيها وتحسين الأداء، وفي كل الأحوال هي تقارير في صالح المؤسسات والوطن.
لا تستغرب حين أقول في صالح الوطن، نعم، فالهيئة في تعريفها هيئة وطنية مستقلة، ودورها هو تحقيق نقلة نوعية وتحسين الخدمات المقدمة في قطاعي التعليم والتدريب المهني في مملكة البحرين كأحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030، وبما أن التعليم هو الذي يرسم مستقبل الأوطان ويبني النشء والأجيال، إذاً فدور الهيئة هو دور وطني من الدرجة الأولى حفاظاً على أبنائنا ووطننا، وبالطبع ينعكس هذا على جودة التعليم ومستوى الطلبة التعليمي بشكلٍ ملموس، وهو ما أكدته التقارير الأخيرة للهيئة بأن أغلب جامعات مملكة البحرين مستوفيةً لمتطلبات الجودة وبالطبع من ضمنها الجامعة الخليجية التي أتشرف برئاستها، فقد أظهر التقرير استيفاء الجامعة لجميع المؤشرات الـ 25 وبجودة عالية، لتكون الجامعة في مقدمة الجامعات البحرينية.
فقد رسمت هيئة جودة التعليم والتدريب إطاراً وطنياً واضحاً يتسق مع التوجهات العالمية في التعليم ويحافظ على الهوية الوطنية، ويضع المؤسسات أمام مسؤولياتها في ضمان التطوير المستمر والتقدم المطلوب على مستوى التخصصات والبرامج والمقررات الدراسية والبنى التحتية المناسبة، مما يخلقُ جودةً مُستدامة في مؤسسات التعليم العالي، حتى أصبحنا نتحدث بثقةٍ عن جودة خدماتنا التعليمية مع المؤسسات التعليمية الدولية والإقليمية. لذلك نثمن هذا الدور الوطني الذي يضمن مستقبلاً زاهراً، يضع البحرين بين مصاف دول العالم.
فلم تدخر الهيئة جهداً في تقديم عدد هائل من الورش، وإقامة العديد من المؤتمرات التي كانت بمثابة السند العلمي والمعرفي والمرجع الأساسي للمؤسسات، لا سيما خلال العشرة سنوات الأخيرة، مما أرسى قواعد متينة في جميع المؤسسات، ومعايير ضمنت تقدم الجامعات بشكل رائع وملموس، لتصبح جامعتنا على مستو عالٍ من الكفاءة والالتزام مقارنةً بأفضل ممارسات الجودة في كبرى جامعات العالم.
وإننا إذ نشعر بالامتنان لهذه الجهود الملموسة والمبذولة من قِبل فريق الهيئة، والتي خلقت بيننا جسراً رصيناً من الثقة، فأصبحنا ننتظر الزيارات والمراجعات الدورية، وكلنا يقين بإنعكاسها إيجابياً على أدائنا، وعاملاً مهماً في تطور وتقدم المؤسسة، بما تضفيه من خبرات وإفادة واسعة، لا سيما وأن الرئيس التنفيذي لهيئة جودة التعليم والتدريب الدكتورة جواهر شاهين المضحكي التي تملك عقلية إدارية فذة، وأسلوباً قريباً من الجميع، جعل الهيئة والمؤسسات التعليمية وكوادرهما يداً بيد، بروح تبعث على الإصرار على النجاح وتحفز على العمل الدؤوب الجاد، للارتقاء بكامل المنظومة التعليمية في مملكة البحرين الحبيبة.
* رئيس الجامعة الخليجية
{{ article.visit_count }}
خلال العام الماضي راجعت الهيئة أداء مؤسسات التعليم العالي بالمملكة وقامت بزيارات ميدانية للجامعات، للوقوف على المستجدات ومتابعة سيرها. قد يبدو ذلك عادياً وروتينياً والحقيقة أنها ليست كذلك، وحكمي هذا صادر عن قناعةٍ كوني رئيساً للجامعة الخليجية، وشاهدٌ على هذه الإجراءات المهمة، لأؤكد أن هذه الزيارات كانت في منتهى الأهمية للتأكد من التزام المؤسسات بواجباتها نحو منتسبيها من كوادر تدريسية وإدارية والطلبة والمجتمع ونحو نفسها، وهنا تأتي النتيجة الأهم وهي تقرير الأداء الخاص بالمؤسسة الذي إما أن يُقر بسلامة إجراءات المؤسسة والتزامها، أو يرصد مجموعة من الملاحظات لتلافيها وتحسين الأداء، وفي كل الأحوال هي تقارير في صالح المؤسسات والوطن.
لا تستغرب حين أقول في صالح الوطن، نعم، فالهيئة في تعريفها هيئة وطنية مستقلة، ودورها هو تحقيق نقلة نوعية وتحسين الخدمات المقدمة في قطاعي التعليم والتدريب المهني في مملكة البحرين كأحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030، وبما أن التعليم هو الذي يرسم مستقبل الأوطان ويبني النشء والأجيال، إذاً فدور الهيئة هو دور وطني من الدرجة الأولى حفاظاً على أبنائنا ووطننا، وبالطبع ينعكس هذا على جودة التعليم ومستوى الطلبة التعليمي بشكلٍ ملموس، وهو ما أكدته التقارير الأخيرة للهيئة بأن أغلب جامعات مملكة البحرين مستوفيةً لمتطلبات الجودة وبالطبع من ضمنها الجامعة الخليجية التي أتشرف برئاستها، فقد أظهر التقرير استيفاء الجامعة لجميع المؤشرات الـ 25 وبجودة عالية، لتكون الجامعة في مقدمة الجامعات البحرينية.
فقد رسمت هيئة جودة التعليم والتدريب إطاراً وطنياً واضحاً يتسق مع التوجهات العالمية في التعليم ويحافظ على الهوية الوطنية، ويضع المؤسسات أمام مسؤولياتها في ضمان التطوير المستمر والتقدم المطلوب على مستوى التخصصات والبرامج والمقررات الدراسية والبنى التحتية المناسبة، مما يخلقُ جودةً مُستدامة في مؤسسات التعليم العالي، حتى أصبحنا نتحدث بثقةٍ عن جودة خدماتنا التعليمية مع المؤسسات التعليمية الدولية والإقليمية. لذلك نثمن هذا الدور الوطني الذي يضمن مستقبلاً زاهراً، يضع البحرين بين مصاف دول العالم.
فلم تدخر الهيئة جهداً في تقديم عدد هائل من الورش، وإقامة العديد من المؤتمرات التي كانت بمثابة السند العلمي والمعرفي والمرجع الأساسي للمؤسسات، لا سيما خلال العشرة سنوات الأخيرة، مما أرسى قواعد متينة في جميع المؤسسات، ومعايير ضمنت تقدم الجامعات بشكل رائع وملموس، لتصبح جامعتنا على مستو عالٍ من الكفاءة والالتزام مقارنةً بأفضل ممارسات الجودة في كبرى جامعات العالم.
وإننا إذ نشعر بالامتنان لهذه الجهود الملموسة والمبذولة من قِبل فريق الهيئة، والتي خلقت بيننا جسراً رصيناً من الثقة، فأصبحنا ننتظر الزيارات والمراجعات الدورية، وكلنا يقين بإنعكاسها إيجابياً على أدائنا، وعاملاً مهماً في تطور وتقدم المؤسسة، بما تضفيه من خبرات وإفادة واسعة، لا سيما وأن الرئيس التنفيذي لهيئة جودة التعليم والتدريب الدكتورة جواهر شاهين المضحكي التي تملك عقلية إدارية فذة، وأسلوباً قريباً من الجميع، جعل الهيئة والمؤسسات التعليمية وكوادرهما يداً بيد، بروح تبعث على الإصرار على النجاح وتحفز على العمل الدؤوب الجاد، للارتقاء بكامل المنظومة التعليمية في مملكة البحرين الحبيبة.
* رئيس الجامعة الخليجية