إعلان شرطة العاصمة قبل أيام عن الاشتباه في «جسمين غريبين» أحدهما بمنطقة النعيم والآخر في جد حفص لم يفاجئ أحداً، فمثل هذه الأفعال القاصرة متوقعة في هذه الفترة من العام، وكان طبيعياً اتخاذ الجهات الأمنية الإجراءات اللازمة ومباشرة أعمال البحث والتحري بغية التوصل إلى المتورطين في ذلك الفعل الدخيل على المجتمع البحريني والمرفوض من الجميع.

ترويع الآمنين ممارسة ليست خاطئة فقط ويعاقب عليها القانون ولكنها محرمة شرعاً وأخلاقاً أيضاً، فليس من الدين ولا الأخلاق تعريض حياة الناس للخطر أو إيهامهم وإيهام الأجهزة الأمنية بأن انفجاراً يحتمل أن يحدث في أي لحظة. هذا الفعل ينبغي أن يدان من قبل الجميع من دون استثناء بصوت عال، وينبغي ألا يتكرر أبداً، وهذا يعني أن على الجهات المعنية بالأمن التعامل مع المتورطين فيه بشدة كي يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه القيام بأي عمل يتسبب في ترويع الآمنين.

حالة الأمن والاستقرار التي نجحت وزارة الداخلية في توفيرها بعد الذي حدث في ذلك العام ينبغي المحافظة عليها وعدم السماح لأحد بجرحها، وكذلك عدم السماح بالتطاول على اللحمة الوطنية التي تحققت بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك المفدى وعزيمة عقلاء هذا المجتمع.

ليس مفهوماً السبب وراء إصرار البعض على تكرار الأخطاء نفسها التي سبق أن وقع فيها ولم يكسب منها شيئاً، لكن الأكيد أنه لم يتعلم منها ومن تلك القفزة المتهورة في الهواء قبل عشر سنوات، والأكيد أيضاً أنه يتعمد القيام ببعض الممارسات السالبة في هذا الشهر تحديداً كي يقول إنه لا يزال قادراً على التنفس.

المحافظة على الإنجاز الأمني الكبير الذي تحقق في السنوات الأخيرة ليس مسؤولية وزارة الداخلية وحدها ولكنها مسؤولية كل مؤسسة وطنية وكل مواطن ومقيم، لهذا فإن على الجميع أن يتعاون ويشارك في منع حصول مثل ذلك الفعل المراهق الذي لا ينفع حتى المحرضين عليه والمساعدين على تنفيذه.