ما تفضل به معالي وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة خلال ترؤسه اجتماع لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» أخيراً عن تحرر الأصوات الصامتة كان بمثابة الإعلان عن نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة قوامها أن الذين آثروا الصمت والوقوف على الحياد لسبب أو لآخر فترة الأحداث التي شهدتها البلاد في 2011 وما تلاها من سنوات تغيروا فبان صوتهم الذي ملخصه أنهم منتمون لهذا الوطن وموالون للحكم ولا يقبلون من وما يسيء إليه وأنهم ضد الطائفية البغيضة وضد كل من يبيع نفسه للخارج ويعتقد أنه درعه وأمانه. وفي هذا ما يؤكد حقيقة أن الذين قاموا بذلك العمل البغيض في ذلك العام خسروا رهانهم ولم يربحوا شيئاً وأن خسارتهم شملت حتى الأصوات التي آثرت الصمت والحياد.

هذا الإعلان يعني إضافة إلى كل ذلك أن البحرين انتصرت على مريدي السوء ومن يقف من وراءهم يحرضهم ويؤازرهم وأن هؤلاء جميعاً لم يعودوا قادرين حتى على المراهنة على تلك الفئة التي صمتت في تلك الفترة، فالمنتمون إليها انتبهوا إلى ما يجري من حولهم وما يراد بوطنهم وبمجتمعهم وبمستقبلهم ومستقبل أبنائهم فثاروا على صمتهم وعلى سلبيتهم، والأكيد أنهم عاهدوا أنفسهم على عدم التورط في مثل ذلك الأمر مرة أخرى أياً كانت الشعارات التي يرفعها مريدو السوء.

الحقيقة التي ينبغي من كل الذين لا يريدون الخير لهذا الوطن أن يستوعبوها جيداً هي أن الداخل اليوم متوحد وواع وأنه لم تعد هناك الثغرات التي يمكنهم التوغل من خلالها، فالتجربة جعلت شعب البحرين قادراً على التفريق بين من يريد له الخير ومن يريد به السوء، ويكفي مثالاً على ذلك أن الذين جلسوا في مقاعد المتفرجين في السنوات الماضية اتخذوا قرارهم بتركها وترك سلبيتهم وأنهم تحولوا إلى عناصر موجبة من شأنها أن توجع كل من يفكر في الاعتداء على هذا الوطن الجميل.