تناقلت وسائل الإعلام الرياضية والاجتماعية المحلية نبأي اعتزال المدرب الوطني محمد المرباطي - أحد أبرز مدربي الكرة الطائرة المحليين والخليجيين والعرب - واعتذار الإداري المخضرم يوسف الزياني عن مواصلة مهمته كرئيس للجنة الكرة الطائرة بنادي النجمة وأجمعت ردود أفعال الوسط الرياضي عامة ومنتسبي وعشاق الكرة الطائرة البحرينية خاصة على أن ابتعاد هاتين القامتين يشكل خسارة كبيرة للرياضة عامة وللطائرة المحلية على وجه الخصوص نظراً لتميزهما – كل في مجاله – وللإنجازات المشرفة التي حققاها طوال مسيرتهما في مجال اللعبة وهي إنجازات يشهد لها القاصي والداني..

لقد اعتدنا على وصف مثل هذه القرارات بالخسارة الفادحة للرياضة خصوصاً لأولئك الإداريين والمدربين والحكام واللاعبين المتميزين الذين تضطرهم ظروفهم للابتعاد أو يشعرون في فترة من الفترات بأنهم قدموا كل ما لديهم وأن الوقت قد حان للاعتزال أو الاعتذار حتى وإن كان مايزال لديهم من العطاء ما يمكن أن يجعلهم مستمرين في مناصبهم..

هكذا هي الحياة يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ويبقى التاريخ شاهداً على إنجازات المتميزين وتظل هذه الإنجازات عالقة بالذاكرة وتبقى هذه القامات خالدة في تاريخ اللعبة..

المدرب القدير محمد المرباطي كان أنموذجاً مثالياً للمدرب والمربي المخلص العاشق لمهنته الصارم في عمله والحنون في تعامله والسخي في عطائه وهذه الصفات مكنته من التألق والتفوق على المستوى المحلي والخارجي، ورصيده البطولي المميز شاهد على ذلك فهو صاحب الأرقام القياسية في تحقيق الألقاب المحلية والخليجية للطائرة المحرقاوية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً..

ولا يقل عطاء الإداري المخضرم يوسف الزياني الذي تجاوز هو الآخر الثلاثين عاماً من قيادة الكرة الطائرة بنادي النجمة تحمل خلالها الكثير من الأعباء الثقيلة انطلاقاً من حبه وإخلاصة وولائه للحصان الأبيض الذي قاده إلى منصات التتويج المحلية والخارجية في أكثر من مناسبة حتى أصبح أحد أبرز رموز اللعبة بالنادي العاصمي..

مما لا شك فيه أن عزاءنا الوحيد في ابتعاد المرباطي والزياني عن ميادين الطائرة المحلية هو ذلك الرصيد الناصع من الإنجازات التي حققاها على مدار مسيرتهما المشرفة مع تمنياتنا أن يسعى اتحاد الكرة الطائرة للاستفادة من خبراتهما في لجانه الاستشارية، كما ونتمنى أن يحظيا بالتكريم المعنوي اللائق بمسيرتهما الطويلة والمتميزة، ولا نجد هنا ما نقوله لهما سوى كفيتما ووفيتما، سائلين المولى عز وجل لكما المزيد من التوفيق..