خلال ترؤسه وفد المملكة في اجتماع الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب عبر تقنية الإعلام المرئي لخص معالي وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة واقع الأمن العربي وما يواجهه من صعوبات تتمثل في الإرهاب بقوله «إن وضع الأمن العربي يتطلب استمرار وتعزيز التعاون والتنسيق في إطار العمل العربي المشترك، خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا»، وشرح أن مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة «يتطلب العمل بأساليب مبتكرة».

الحاصل هو أن الإرهابيين يعمدون إلى الاستفادة من مختلف التطورات والتغيرات في الساحة ويوظفونها لتحقيق غاياتهم، وليس أفضل من جائحة كورونا ظرفاً لفعل ذلك، وليس أفضل من الاختلاف العربي وضعف التعاون والتنسيق بين الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب ظرفاً لفعل ذلك، لهذا ركز الوزير على هاتين النقطتين ليدفع في اتجاه اعتماد المجلس مشروع خطة أمنية وإعلامية عربية للتوعية الأمنية والوقائية من الجريمة ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وكان أول الغيث إقرار «إنشاء فريق خبراء عرب يعنى برصد وتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها واعتماد آلية استرشادية للحيلولة دون انتقال المقاتلين الإرهابيين إلى مناطق الصراع وبؤر التوتر في المنطقة العربية وتدابير التعامل مع العائدين منهم».

لكن مثل هذ القرار المهم إن لم تلتزم به كل الدول التي شاركت في اتخاذه ووقعت عليه ولم ينفذ بإصرار وبدقة مبالغ فيها توفرت الثغرات التي يحتاجها الإرهابيون ليواصلوا تنفيذ خططهم.

مهم أيضاً أن تنتبه وزارات الداخلية في الدول العربية إلى أن الإرهاب يطور من أدواته باستمرار وقادر على الابتكار ويعمد إلى التكيف مع مختلف التطورات، لهذا ينبغي منها العمل على تطوير أدواتها ووسائلها كي تنتصر وتظل منتصرة في كل حين، كما ينبغي من الدول العربية كافة أن تضع اختلاف مواقفها وما يطرأ من خلافات فيما بينها جانباً، فالإرهاب لا يفرق بينها ولا يتردد عن ضربها كلها إن توفرت له الفرصة.