وعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن الأمريكيين بتوفير 100 مليون جرعة من لقاح كورونا في الـ 100 يوم الأولى لتوليه السلطة. ومضت الـ 100 يوم ولم يتحقق ذلك، فكيف نتوقع منه إنجازاً في ملفات العلاقات الدولية مع الصين وروسيا وإيران؟!
ففي محادثات فيينا قبل أسبوع كررت الخارجية الأمريكية تأكيدها على أن التفاوض مع إيران سيكون صعباً. وكأننا لا نعلم أنها ستكون صعبة!
لن تكون صعبة، بل لن تنجح، ليس لأن بايدن منشغل بشخصانية عالية بمهمة ضخمة لإصلاح الضرر الذي تسبب فيه ترامب داخلياً وخارجياً -كما يقول- منها الانسحاب من الاتفاق، بل للتطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط التي لا تعمل في إطار الـ 100 يوم الأولى في واشنطن، فمفجرات النزاع هنا هياكل عسكرية ومنظمات غير تقليدية، كما أن من مؤشرات الصعوبة لحل التمرد الإيراني على الشرعية الدولية هو وصول إدارة أمريكية جديدة رخوة لا يبدو أنها قادرة على إعادة إيران إلى الاتفاق النووي لعام 2015 دون تنازلات صعبة كرفع العقوبات، والاعتراف بنفوذ طهران، دون مواجهة تحركاتها المزعزعة لاستقرار المنطقة من الحروب في اليمن إلى سوريا.
في واشنطن يرى البعض أن «مزاج كورونا السياسي» عطل تطوير استراتيجية بديلة أو خطط وآليات لمعالجة التمرد الإيراني، وكان البديل لإدارة بايدن أن تتقبل أن لإيران دوراً إقليمياً، ولا يمكن تقليص نفوذها عبر قطع العلاقات معها تماماً. يضاف لذلك نقاط ضعف بايدن نفسه حيث عاد مرتدياً جلباب «أوباما - كلينتون» رغم أنه المخضرم في مجلس الشيوخ والخبير في الشؤون الدولية كما يروج أتباعه. لكن كيف تقنعهم أن العالم تغير وأن إيران تغيرت، والرئيس بايدن، لقبه «ماكينة الهفوات» فقد سب زعيم روسيا ثم زعيم الصين، لكنه ويا للغرابة مؤدب أمام رجال طهران.
* بالعجمي الفصيح:
ولا يكفي أن تضفي القليل من الشعر الأبيض على خبراتك لتنجح في العلاقات الدولية، لذا مطلوب جهد خليجي إضافي لإقناع بايدن أنه بدل قتل الوقت بالملهيات مع الإيرانيين في فيينا عليه إدراك أن لدول الخليج دوراً ريادياً إقليمياً، ولا يجب تجاهلهم!
* كاتب وأكاديمي كويتي
ففي محادثات فيينا قبل أسبوع كررت الخارجية الأمريكية تأكيدها على أن التفاوض مع إيران سيكون صعباً. وكأننا لا نعلم أنها ستكون صعبة!
لن تكون صعبة، بل لن تنجح، ليس لأن بايدن منشغل بشخصانية عالية بمهمة ضخمة لإصلاح الضرر الذي تسبب فيه ترامب داخلياً وخارجياً -كما يقول- منها الانسحاب من الاتفاق، بل للتطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط التي لا تعمل في إطار الـ 100 يوم الأولى في واشنطن، فمفجرات النزاع هنا هياكل عسكرية ومنظمات غير تقليدية، كما أن من مؤشرات الصعوبة لحل التمرد الإيراني على الشرعية الدولية هو وصول إدارة أمريكية جديدة رخوة لا يبدو أنها قادرة على إعادة إيران إلى الاتفاق النووي لعام 2015 دون تنازلات صعبة كرفع العقوبات، والاعتراف بنفوذ طهران، دون مواجهة تحركاتها المزعزعة لاستقرار المنطقة من الحروب في اليمن إلى سوريا.
في واشنطن يرى البعض أن «مزاج كورونا السياسي» عطل تطوير استراتيجية بديلة أو خطط وآليات لمعالجة التمرد الإيراني، وكان البديل لإدارة بايدن أن تتقبل أن لإيران دوراً إقليمياً، ولا يمكن تقليص نفوذها عبر قطع العلاقات معها تماماً. يضاف لذلك نقاط ضعف بايدن نفسه حيث عاد مرتدياً جلباب «أوباما - كلينتون» رغم أنه المخضرم في مجلس الشيوخ والخبير في الشؤون الدولية كما يروج أتباعه. لكن كيف تقنعهم أن العالم تغير وأن إيران تغيرت، والرئيس بايدن، لقبه «ماكينة الهفوات» فقد سب زعيم روسيا ثم زعيم الصين، لكنه ويا للغرابة مؤدب أمام رجال طهران.
* بالعجمي الفصيح:
ولا يكفي أن تضفي القليل من الشعر الأبيض على خبراتك لتنجح في العلاقات الدولية، لذا مطلوب جهد خليجي إضافي لإقناع بايدن أنه بدل قتل الوقت بالملهيات مع الإيرانيين في فيينا عليه إدراك أن لدول الخليج دوراً ريادياً إقليمياً، ولا يجب تجاهلهم!
* كاتب وأكاديمي كويتي