مخطئ من يقول إنه ليس من حق إيران أن يكون لها برنامج نووي، لكن مخطئ أيضاً من يقول إنه ليس من حق دول مجلس التعاون إبداء تخوفها من النشاط النووي الإيراني والسعي لحماية نفسها من حماقات النظام الإيراني التي توفر عليها خلال العقود الأربعة الماضية كثيراً من الأمثلة.

ملخص التخوف الخليجي أن النظام الإيراني ظل يهدد دولها في كل حين، ولم يكن يمتلك إلا عدداً قليلاً من الصواريخ التي تفتقر إلى الدقة وعمد إلى ابتزاز دول المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية، فكيف سيكون الحال وهو يمتلك سلاحاً أقوى؟

واقع الحال يؤكد أن هذه الدول وكل دول المنطقة لا يمكنها أن تثق بقول الرئيس الإيراني حسن روحاني: «إن أنشطتنا النووية سلمية، ولا نسعى للحصول على القنبلة الذرية». فمسؤولو النظام الإيراني يرددون مثل هذا الكلام كلما وجدوا أنفسهم محصورين في زاوية وشعروا بازدياد تخوف وارتياب جيران إيران من سلوكهم وقدروا أن الدول الكبرى يمكن أن تقدم على عمل يعطل حلم النظام.

ما حصل أخيراً في منشأة نطنز وفر المثال على حق دول مجلس التعاون التعبير عن تخوفها من نشاط النظام الإيراني وأهمية سعيها لحماية نفسها، زاد من هذا الحق إقدام النظام على تحدي العالم أجمع بالبدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في تلك المنشأة بعد أيام قليلة من انفجار غامض حصل في الموقع وألقت إيران مسؤوليته على إسرائيل.

ما يزيد من المخاوف والشكوك أن النظام الإيراني كان يقوم حتى قبل أيام بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% رغم أن الاتفاق النووي ينص على قيامه بتخصيب ما لا يزيد عن 4% وهذا يزيد من احتمالات أن ما حصل للمنشأة لم يكن هجوماً سيبرانياً ولا تعطلاً للكهرباء أو انفجاراً أو خيانة عاملين في المنشأة؛ فقد يكون لتوفير المبرر لزيادة نسبة التخصيب وتحقيق ما يريده النظام من مفاوضات فيينا وأوله إلغاء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران.