الرقابة الذاتية هي إحدى أهم القيم التي يستند إليها سلوك الإنسان، وهي قيمة مهمة جداً لنهوض البشر والمجتمعات وتقويم السلوك الذي يؤدي إلى تطور المجتمعات، ولذلك هي من أهم العوامل المؤثرة وترجع إليها أسباب النجاح وجودة العمل.

ويعتمد الكثير من المؤسسات على الرقابة الذاتية في عملية إدارة الموظفين وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمؤسسات، فشهدت هذه المؤسسات قفزات كبيرة في مؤشرات الأداء التي أصبحت مثالية بشكل ما، وكل ذلك يعود إلى عملية القيادة التي فتحت المساحات للموظفين، وابتعدت عن محاسبة الحضور والانصراف وركزت على الإنتاج، كما ابتعدت عن المحاسبة المباشرة اليومية وانتقلت إلى عملية التقييم الشهرية والسنوية، فإذا كانت نتيجة الموظف تجاوزت المتوقع أو وافقت التوقعات فهو قد أنجز ما عليه دون المتابعة والرقابة اليومية.

حيث إن بعض العقليات مازالت تراقب الموظفين وتحاسب على الدقيقة في حضوره وانصرافه، فليس لإنتاجيته دور في تقييمه بل هي ليست في الحسبان أصلاً، ومن هنا يصبح الموظف آلة عمل روتينية يكره وظيفته ولا يفعل إلا ما يؤمر به ويبتعد عن مساحات الإبداع ويقبع في الظل تحت رقابة مديره الذي لم يعطِ مجالاً للموظف بأن يراقب نفسه وأداءه.

الرقابة الذاتية تتجاوز الوظيفة وأماكن العمل فهي منهج نبوي يتطرق إلى تفاصيل حياتنا اليومية، ولكن للأسف ما نراه اليوم من البعض في تهاونه تجاه صحته وصحة الآخرين بحجة اشتياقه للصلاة، فالدولة فتحت المساجد ووضعت الاشتراطات لأداء التراويح، ولكن ما نرى أن البعض لم يطعم ويصر على الدخول إلى المسجد، بل هناك من عليه أعراض ويذهب إلى لمسجد أيضاً، وأضف إلى ذلك المفروض عليه الحجر بسبب المخالطة ولكنك تجده في المسجد، كل هذه التصرفات تؤدي إلى تعريض الآخرين للخطر وتعريض المساجد للإغلاق مرة أخرى!!