اليوم الثالث والعشرون من شهر رمضان المبارك، نعيش العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم بعد أن من الله علينا وعلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بصيام وقيام العشرين الأول والثاني من هذا الشهر المبارك الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. جعلنا الله ممن شملهم برحمته ومغفرته وعتقه لهم من النار.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها، فقد كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره».
فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة، والجِدّ والاجتهاد في عبادة الله، وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي، فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات له، فالموت نازل بكل امرئ إذا جاء أجله وانتهى عمره، فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم. ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر.
وهذه الليلة المباركة كما أجمع أهل العلم من السلف ومنهم ابن عباس وقتادة وعكرمة ومجاهد أن الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر.. وفي هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله في تلك السنة.
وسميت ليلة القدر بهذا الاسم من باب التعظيم، أي أنها ليلة ذات قدر وأهمية، فهي ليلة تغفر فيها الذنوب وتستر فيها العيوب، عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».. ومن أهم خصائصها أنه أنزل القرآن بها.. قال ابن عباس وغيره إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم أنزل مفصلاً بحسب المواقع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وليلة القدر وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها خير من ألف شهر، أي أنها وحدها تعادل ما يقرب من ثلاثة وثمانين عاماً، وفي هذه الليلة تنزل الملائكة والروح أي جبريل، أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن الكريم ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم تعظيماً له، وقد وصفها الحق سبحانه وتعالى بأنها سلام أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل سوءاً فيها أو يعمل فيها أذى. وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عزوجل. و«فيها يفرق كل أمر حكيم»، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير. وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم.
كما أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، متفق عليه. وقوله: «إيماناً واحتساباً»، أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه.
وذكر أهل العلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث عائشة وحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»،
وهي في أوتار العشر آكد، لحديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر»، وفي الأوتار منها بالذات، أي ليالي: إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التمسوها في العشر الأواخر، في الوتر».
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى «أي تخاصم وتنازع» رجلان من المسلمين، فقال: «خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة». أي في الأوتار.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال: قولي: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني».
أما العلامات التي تعرف بها ليلة القدر:
فالعلامة الأولى: ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها.
والعلامة الثانية: ثبت من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة».
أما العلامة الثالثة: فروى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليلة القدر ليلة بلجة» أي مضيئة»، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم «أي لا ترسل فيها الشهب»».
فهذه ثلاثة أحاديث صحيحة في بيان العلامات الدالة على ليلة القدر.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها، فقد كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره».
فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة، والجِدّ والاجتهاد في عبادة الله، وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي، فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات له، فالموت نازل بكل امرئ إذا جاء أجله وانتهى عمره، فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم. ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر.
وهذه الليلة المباركة كما أجمع أهل العلم من السلف ومنهم ابن عباس وقتادة وعكرمة ومجاهد أن الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر.. وفي هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله في تلك السنة.
وسميت ليلة القدر بهذا الاسم من باب التعظيم، أي أنها ليلة ذات قدر وأهمية، فهي ليلة تغفر فيها الذنوب وتستر فيها العيوب، عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».. ومن أهم خصائصها أنه أنزل القرآن بها.. قال ابن عباس وغيره إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم أنزل مفصلاً بحسب المواقع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وليلة القدر وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها خير من ألف شهر، أي أنها وحدها تعادل ما يقرب من ثلاثة وثمانين عاماً، وفي هذه الليلة تنزل الملائكة والروح أي جبريل، أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن الكريم ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم تعظيماً له، وقد وصفها الحق سبحانه وتعالى بأنها سلام أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل سوءاً فيها أو يعمل فيها أذى. وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عزوجل. و«فيها يفرق كل أمر حكيم»، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير. وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم.
كما أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، متفق عليه. وقوله: «إيماناً واحتساباً»، أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه.
وذكر أهل العلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث عائشة وحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»،
وهي في أوتار العشر آكد، لحديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر»، وفي الأوتار منها بالذات، أي ليالي: إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التمسوها في العشر الأواخر، في الوتر».
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى «أي تخاصم وتنازع» رجلان من المسلمين، فقال: «خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة». أي في الأوتار.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال: قولي: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني».
أما العلامات التي تعرف بها ليلة القدر:
فالعلامة الأولى: ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها.
والعلامة الثانية: ثبت من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة».
أما العلامة الثالثة: فروى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليلة القدر ليلة بلجة» أي مضيئة»، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم «أي لا ترسل فيها الشهب»».
فهذه ثلاثة أحاديث صحيحة في بيان العلامات الدالة على ليلة القدر.