ها نحن نعيش أجواء عيد الفطر السعيد، بعد أن مَنّ الله سبحانه وتعالى علينا وعلى كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بصيام شهر رمضان المبارك.. شهر الخير والبركة والرحمة والمغفرة والعتق من النار.
ولكن العيد هذا العام يختلف في طعمه عن الأعياد السابقة بسبب ظهور وباء كورونا المستجد (كوفيد 19)، والتحذيرات المستمرة من الجهات الصحية المختصة بمنع التجمعات العائلية الكبيرة واقتصارها على التجمعات العائلية الخاصة والصغيرة حتى لا ينتشر هذا الوباء المدمر بسبب سلامات العيد وتبادل القبلات و«كدوع العيد».
وكلما جاء العيد تذكرت «عيد لوّل» فقد كان الوالد رحمه الله يذهب بنا قبل العيد بأيام إلى سوق المحرق لقص شعورنا عند الحلاقين هناك حيث لا يوجد في مدينة الحد آنذاك قبل أكثر من ستين عاماً أي حلاق، وكانت الحلاقة -على ما أذكر- باثنتي عشرة آنة.. وكان قد أخذنا قبل شهر من العيد لصديقه الخياط حاجي حسين لتفصيل ملابس العيد الجديدة.
كنا صغاراً آنذاك، لكننا كنا نحس باقتراب العيد من «الخرخشة» التي تحدثها الوالدة رحمها الله، فقد كانت تعد الغرفة الرئيسية لاستقبال المهنئين والمهنئات بالعيد بتنظيفها وتزيينها، وكان الوالد عليه رحمة الله قد جلب لها «الرهش والحلوى» التي هي في الأغلب والأعم «كدوع» العيد.. أما الأغنياء والميسورون فقد كانوا يذبحون الذبائح لغداء العيد في مجالسهم الكبيرة التي يقصدها الكثير من الناس من الأغنياء والفقراء ومتوسطي الحال.
وكان العيد بالنسبة لنا نحن الأطفال الصغار يعني «العيدية» فقد كنا نخرج مع أهلينا إلى مصليات العيد التي عادة ما تكون في أقصى المدينة.. وبعد الانتهاء من صلاة العيد ننتشر في الفرجان ونطرق البيوت ونحن نردد «عيدكم مبارك.. عساكم من عوادة» فنحصل على العيدية التي عادة ما تكون أربع آنات أو نصف روبية وربما زادت إلى روبية كاملة عند بعض الأسر الغنية.
وكنا نذرع الفرجان والدواعيس ونحن في فرحة لجمع العيدية، ولا نكتفي بمدينتنا الحد، بل كنا نركب الباص «الجنكل» للذهاب إلى المحرق لنعيّد على الأهالي هناك ونجمع المقسوم، ولا نعود إلى بيوتنا إلاّ وقد امتلأت جيوبنا من «الربابي والنيطان» وأصبح كل منا وكأنه سلطان من السلاطين أو باشا من البشوات، لكن ما أن تمر إجازة العيد إلاّ ونكون قد «فلفصنا» العيادي على السينمات والبرادات والمطاعم.
وما أحلى أعيادنا الإسلامية وتجلياتها الإيمانية، فعيد الفطر السعيد يأتي ثمرة وهدية للصائمين القائمين، وعيد الحج الأكبر يأتي بعد فريضة أخرى هي الحج إلى بيت الله الحرام، هدية أخرى تقدم لضيوف الرحمن وللمؤمنين والمسلمين في كل مكان.
ما أحلى العيد ونحن نتذكر الفقراء والمحتاجين فنمد يد العون والمساعدة إليهم ونوزع عليهم من زكاة الفطر ومن أضاحينا ما يجعلهم يحسون بفرحة العيد.
وما أروع العيد ونحن نزور الأهل والأصدقاء لتهنئتهم بالعيد، كما نزور المجالس الكبيرة للسلام على أهلها وتهنئتهم بالعيد السعيد ونفترش معهم الموائد لأكل غداء العيد.
وما أحلى العيد ونحن نرى الحب والتصافي يعود بين المتخاصمين والمتناحرين. وما أحلى العيد ونحن نرى الأطفال بملابسهم الجديدة يذرعون الأحياء والفرجان مرددين على مسامعنا: «عيدكم مبارك.. عساكم من عوادة».
{{ article.visit_count }}
ولكن العيد هذا العام يختلف في طعمه عن الأعياد السابقة بسبب ظهور وباء كورونا المستجد (كوفيد 19)، والتحذيرات المستمرة من الجهات الصحية المختصة بمنع التجمعات العائلية الكبيرة واقتصارها على التجمعات العائلية الخاصة والصغيرة حتى لا ينتشر هذا الوباء المدمر بسبب سلامات العيد وتبادل القبلات و«كدوع العيد».
وكلما جاء العيد تذكرت «عيد لوّل» فقد كان الوالد رحمه الله يذهب بنا قبل العيد بأيام إلى سوق المحرق لقص شعورنا عند الحلاقين هناك حيث لا يوجد في مدينة الحد آنذاك قبل أكثر من ستين عاماً أي حلاق، وكانت الحلاقة -على ما أذكر- باثنتي عشرة آنة.. وكان قد أخذنا قبل شهر من العيد لصديقه الخياط حاجي حسين لتفصيل ملابس العيد الجديدة.
كنا صغاراً آنذاك، لكننا كنا نحس باقتراب العيد من «الخرخشة» التي تحدثها الوالدة رحمها الله، فقد كانت تعد الغرفة الرئيسية لاستقبال المهنئين والمهنئات بالعيد بتنظيفها وتزيينها، وكان الوالد عليه رحمة الله قد جلب لها «الرهش والحلوى» التي هي في الأغلب والأعم «كدوع» العيد.. أما الأغنياء والميسورون فقد كانوا يذبحون الذبائح لغداء العيد في مجالسهم الكبيرة التي يقصدها الكثير من الناس من الأغنياء والفقراء ومتوسطي الحال.
وكان العيد بالنسبة لنا نحن الأطفال الصغار يعني «العيدية» فقد كنا نخرج مع أهلينا إلى مصليات العيد التي عادة ما تكون في أقصى المدينة.. وبعد الانتهاء من صلاة العيد ننتشر في الفرجان ونطرق البيوت ونحن نردد «عيدكم مبارك.. عساكم من عوادة» فنحصل على العيدية التي عادة ما تكون أربع آنات أو نصف روبية وربما زادت إلى روبية كاملة عند بعض الأسر الغنية.
وكنا نذرع الفرجان والدواعيس ونحن في فرحة لجمع العيدية، ولا نكتفي بمدينتنا الحد، بل كنا نركب الباص «الجنكل» للذهاب إلى المحرق لنعيّد على الأهالي هناك ونجمع المقسوم، ولا نعود إلى بيوتنا إلاّ وقد امتلأت جيوبنا من «الربابي والنيطان» وأصبح كل منا وكأنه سلطان من السلاطين أو باشا من البشوات، لكن ما أن تمر إجازة العيد إلاّ ونكون قد «فلفصنا» العيادي على السينمات والبرادات والمطاعم.
وما أحلى أعيادنا الإسلامية وتجلياتها الإيمانية، فعيد الفطر السعيد يأتي ثمرة وهدية للصائمين القائمين، وعيد الحج الأكبر يأتي بعد فريضة أخرى هي الحج إلى بيت الله الحرام، هدية أخرى تقدم لضيوف الرحمن وللمؤمنين والمسلمين في كل مكان.
ما أحلى العيد ونحن نتذكر الفقراء والمحتاجين فنمد يد العون والمساعدة إليهم ونوزع عليهم من زكاة الفطر ومن أضاحينا ما يجعلهم يحسون بفرحة العيد.
وما أروع العيد ونحن نزور الأهل والأصدقاء لتهنئتهم بالعيد، كما نزور المجالس الكبيرة للسلام على أهلها وتهنئتهم بالعيد السعيد ونفترش معهم الموائد لأكل غداء العيد.
وما أحلى العيد ونحن نرى الحب والتصافي يعود بين المتخاصمين والمتناحرين. وما أحلى العيد ونحن نرى الأطفال بملابسهم الجديدة يذرعون الأحياء والفرجان مرددين على مسامعنا: «عيدكم مبارك.. عساكم من عوادة».