مخطئ من يعتقد أن الدول العربية التي انتصرت للحياة ووقعت قبل حين اتفاقات السلام مع إسرائيل لم يكن لها دور في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و «حماس» وحفظ الدم الفلسطيني، حيث الحقيقة هي أن مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة بذلتا بالتعاون مع مصر والسعودية الكثير من الجهود بغية التوصل إلى التهدئة وبدء التفكير بجدية في إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية يرضي كل الجهات ذات العلاقة ويمنع كل توتر بين الفلسطينيين وإسرائيل مستقبلاً.

عديدة هي الدول العربية والأجنبية التي كان لها دورها في وقف الحرب غير المتكافئة والظالمة لأهلنا في فلسطين، ولكن لأن ديدن البحرين والإمارات هو الابتعاد عن التفاخر عند القيام بأي عمل فيه خير للأمتين العربية والإسلامية وللإنسان لذا عملتا في صمت، خصوصاً، وأن مصر التي تتكاملان معها هي التي كانت تقود العملية.

ما كانت تريده البحرين والإمارات وما كانت تريده السعودية تحقق من خلال فعل مصر الذي أغلق الباب في وجه كل ادعاء مثاله بروز أصوات بعد وقف إطلاق النار تدعي أن إسرائيل علمت من الولايات المتحدة بأن دولتين إسلاميتين تعتزمان التدخل وقصف تل أبيب بالطائرات الحربية فخافت وسارعت إلى إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد!

مثلما أن دولاً عديدة مثالها البحرين والإمارات بذلت الجهود للتوصل إلى ما تم التوصل إليه بغية وقف هدر الدم الفلسطيني ولكنها آثرت أن يكون عملها في صمت سارعت العديد من الدول إلى الادعاء بأنه كان لها الدور الأساس في تلك النتيجة رغم أن العالم يعرف الكثير مما تقوم به في السر ويعرف ما يربطها بإسرائيل التي تدعي أنها تتخذ منها موقفاً وترفع راية تحريم التطبيع معها.

البحرين والإمارات والسعودية ومصر دول لا تهتم بتبيان الدور الذي قامت وتقوم به من أجل فلسطين، فالأهم عندها هو مساعدة الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة وليعيش كما يعيش الآخرون.