لا نقاش في القول إن الارتفاع في أعداد المصابين بفيروس كورونا والزيادة المقلقة في أعداد المتوفين في الفترة الأخيرة سببه الأول والأكبر هو عدم التزام البعض بالتعليمات التي تصدر عن الفريق الوطني المعني بمكافحة الفيروس؛ فهذا الفريق يعمل ليل نهار بكامل طاقته ويعتمد الأساليب العلمية في المتابعة والتحليل ويوفر للجمهور كل ما يلزم من معلومات، والعاملون فيه هم من الكفاءات ممن يمتلكون كثيراً من الخبرات التي يمكنهم بها تحقيق الأهداف التي تسعى الحكومة لتحقيقها وعنوانها إنزال الهزيمة بالفيروس في أسرع وقت.

عدم الالتزام بالتعليمات والتهاون في التعامل مع الفيروس نتيجته الطبيعية ارتفاع أعداد المصابين والمتوفين، والعكس صحيح، وهذا يعني أنه يمكن التقليل من أعداد المصابين والمتوفين وإغلاق هذا الملف بالالتزام بالتعليمات والتوجيهات. مخالفة التعليمات وعدم الالتزام بالإجراءات بيئة تعين الفيروس على الاستمرار في السيطرة والتحكم.

اختلاف الثقافات والخبرات ومستوى التعليم أمور لها دورها في عدم الالتزام بالتعليمات بالشكل المطلوب، ولطبيعة الإنسان كذلك دورها حيث الإنسان اجتماعي بطبعه و «الحبسة» التي طالت أوصلت البعض إلى حالة من الضجر صارت تدفعه إلى المغامرة بحياته، وخصوصاً أنه لا يزال في الساحة من يشكك في موضوع الفيروس من أصله ويروج لفكرة أنه مؤامرة وأن ما يحدث يدخل ضمن لعبة عالمية المراد منها تحقيق المكاسب المادية.

الحقيقة التي ينبغي أن يدركها الجميع هي أنه لا يمكن الإفلات من كيد الفيروس وأذاه إلا بالالتزام بالتعليمات التي تصدر عن الفريق الوطني المعني بمكافحته بدقة، والحقيقة التي ينبغي التمسك بها هي أن السماح للشائعات بالانتشار نتيجته الطبيعية ارتباك الجميع وتمكن الفيروس من المشهد.

الحال التي وصلنا إليها مؤلمة، لكن المؤلم أكثر هو أن يعمد مريدو السوء إلى استغلال هذا الوضع للإساءة للحكومة التي وضعت كل إمكاناتها للسيطرة على الفيروس وتخليص البلاد والعباد منه، وللإضرار بجهود الفريق الوطني الذي وضع كل قدراته وخبراته ليحقق المطلوب.