«لكل مواطن ومقيم تطوع من أجل البحرين ومن أجل الإنسانية ثمار لن تنساها الذاكرة الوطنية»، بهذه الكلمات لخص صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، في ديسمبر الماضي وبمناسبة اليوم العالمي للتطوع، أهمية التطوع في هذه الظروف من أجل الوطن، والذي سيبقى خالداً في الذاكرة الوطنية.
استذكرت حديث صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، وأنا أرى وأتابع الكم الكبير من النقاشات والجدالات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصلت إلى حد تبادل الاتهامات والخصومة بين بعض الأفراد، عند تناول موضوع التطوع، خصوصاً بعد ما أثير حول وجوب توظيف المتطوعين في الصفوف الأمامية لمكافحة فيروس كورونا.
بداية لابد من التأكيد على أهمية الدور الذي يقوم به المتطوعون في خدمة المجتمع في مختلف المجالات، خصوصاً في الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم اليوم، حيث قدم متطوعو البحرين صورة مشرقة لأجمل معاني الوفاء والانتماء الوطني، حيث ضحوا بأنفسهم من أجل الحفاظ على صحة المجتمع ودعم الجهود الرسمية في محاربة فيروس كورونا.
وهنا يبرز السؤال الأهم والأكثر حساسية، هل ينبغي أن يحصل المتطوعون مقابلاً مادياً أو معنوياً؟! وهل الدولة ملتزمة بتعيينهم ضمن كوادرها الرسمية نظير ما قدموه من جهود؟!
في الأصل فإن التطوع هو «الجهد الذي يبذل عن رغبة واختيار بغرض أداء واجب اجتماعي دون توقع جزاء مالي»، أما المتطوع فهو «الشخص الذي يتمتع بمهارة أو خبرة معينة والذي يستخدمها لأداء واجب اجتماعي عن طواعية واختيار ودون توقع جزاء مالي»، بناء على ذلك فإن الأصل في التطوع أن لا يكون بمقابل مادي، بل مساهمة ومبادرة ذاتية تهدف لخدمة المجتمع كتعبير عن قيم الانتماء والولاء وكجزء من رد الديّن للوطن والمساهمة في بنائه ورفعته.
ولكن، وبناء على كل ذلك فلا يمنع أن تقوم جهات أهلية أو رسمية بتقديم مكافآت مادية أو معنوية غير ملزمة للمتطوعين، كنوع من التقدير لهم بشكل عام، إضافة إلى تشجيع أفراد المجتمع للانضمام لأعمال مجتمعية تطوعية في مختلف القطاعات.
أقول إن ما شهدته البحرين في الأيام الماضية من نقاش حول التطوع والمتطوعين، والذي شهد شداً وجذباً من بعض الأطراف التي تسعى لتحقيق أهداف خاصة لا يتفق مع قيمة التطوع في المجتمع ولا مع تاريخ الشعب البحريني الذي عُرف بقيمه العليا في الإيثار والنخوة وإغاثة الملهوف.
* إضاءة:
نموذج بحريني مشرف تداولته الأخبار في الأيام الماضية، عندما أقدم المواطن محمد سالم جمعة على عمل بطولي، حيث اخترق ألسنة اللهب وسارع دون تردد في إنقاذ أفراد من عائلة تعرض منزلها لحريق كبير مفاجئ.
هذا هو قدوتنا ونموذجنا الذي نفخر به.. فتحية من القلب إلى محمد سالم وكل أبناء البحرين الذين وضعوا الوطن في حبات عيونهم..
{{ article.visit_count }}
استذكرت حديث صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، وأنا أرى وأتابع الكم الكبير من النقاشات والجدالات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصلت إلى حد تبادل الاتهامات والخصومة بين بعض الأفراد، عند تناول موضوع التطوع، خصوصاً بعد ما أثير حول وجوب توظيف المتطوعين في الصفوف الأمامية لمكافحة فيروس كورونا.
بداية لابد من التأكيد على أهمية الدور الذي يقوم به المتطوعون في خدمة المجتمع في مختلف المجالات، خصوصاً في الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم اليوم، حيث قدم متطوعو البحرين صورة مشرقة لأجمل معاني الوفاء والانتماء الوطني، حيث ضحوا بأنفسهم من أجل الحفاظ على صحة المجتمع ودعم الجهود الرسمية في محاربة فيروس كورونا.
وهنا يبرز السؤال الأهم والأكثر حساسية، هل ينبغي أن يحصل المتطوعون مقابلاً مادياً أو معنوياً؟! وهل الدولة ملتزمة بتعيينهم ضمن كوادرها الرسمية نظير ما قدموه من جهود؟!
في الأصل فإن التطوع هو «الجهد الذي يبذل عن رغبة واختيار بغرض أداء واجب اجتماعي دون توقع جزاء مالي»، أما المتطوع فهو «الشخص الذي يتمتع بمهارة أو خبرة معينة والذي يستخدمها لأداء واجب اجتماعي عن طواعية واختيار ودون توقع جزاء مالي»، بناء على ذلك فإن الأصل في التطوع أن لا يكون بمقابل مادي، بل مساهمة ومبادرة ذاتية تهدف لخدمة المجتمع كتعبير عن قيم الانتماء والولاء وكجزء من رد الديّن للوطن والمساهمة في بنائه ورفعته.
ولكن، وبناء على كل ذلك فلا يمنع أن تقوم جهات أهلية أو رسمية بتقديم مكافآت مادية أو معنوية غير ملزمة للمتطوعين، كنوع من التقدير لهم بشكل عام، إضافة إلى تشجيع أفراد المجتمع للانضمام لأعمال مجتمعية تطوعية في مختلف القطاعات.
أقول إن ما شهدته البحرين في الأيام الماضية من نقاش حول التطوع والمتطوعين، والذي شهد شداً وجذباً من بعض الأطراف التي تسعى لتحقيق أهداف خاصة لا يتفق مع قيمة التطوع في المجتمع ولا مع تاريخ الشعب البحريني الذي عُرف بقيمه العليا في الإيثار والنخوة وإغاثة الملهوف.
* إضاءة:
نموذج بحريني مشرف تداولته الأخبار في الأيام الماضية، عندما أقدم المواطن محمد سالم جمعة على عمل بطولي، حيث اخترق ألسنة اللهب وسارع دون تردد في إنقاذ أفراد من عائلة تعرض منزلها لحريق كبير مفاجئ.
هذا هو قدوتنا ونموذجنا الذي نفخر به.. فتحية من القلب إلى محمد سالم وكل أبناء البحرين الذين وضعوا الوطن في حبات عيونهم..