إعلان إحدى شركات القطاع الخاص أخيراً عن دعمها للمستشفى العسكري بتوفير واحد من أكثر أجهزة التصوير المقطعي في العالم تطوراً تأكيد على التزام هذا القطاع بالمسؤولية المجتمعية والدور الذي يقوم به وينبغي أن يستمر فيه، خصوصاً في هذه الفترة والظروف غير العادية التي تمر بها البلاد والتي تظل المؤسسات الصحية فيه بحاجة إلى مثل هذا الدعم من الجميع، ولتتحقق أيضاً المشاركة مع الحكومة التي يشهد الجميع بعدم تقصيرها وتقديمها أكثر من الممكن.الجميع من دون استثناء يشهدون بالدور الموجب للقطاع الخاص وحرصه على المشاركة في مختلف المجالات بل والمبادرة بذلك، حدث هذا قبل توحش فيروس كورونا ويحدث اليوم، والأكيد أن بعضاً من مساهمات هذا القطاع – بما فيها مساهمات الشركة التي تم التقديم بالإشارة إلى تبرعها – لا يتم الإعلان عنها بناء على رغبة المساهمين، ففي البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي إجمالا تحرص أغلب الشركات والمؤسسات على عدم علم يدها اليسرى بما تقدمه باليمين، وهي إن أعلنت فإنها تفعل ذلك بغية تشجيع الآخرين ودعوتهم لينالوا شرف المشاركة.راية التجار في البحرين وفي دول المجلس بيضاء والكرم من شيمهم، والأكيد أنهم لم يتأخروا عن المشاركة في تحمل المسؤولية في هذه الفترة، ولكن لأن الظرف يحتم معرفة الجميع بما يقدمونه من مساهمات لذا فإن الأفضل أن يعلنوا عنها، ففي هذا تحفيز للآخرين وتأكيد على أهمية التشارك بغية إنزال الهزيمة بفيروس كورونا الذي تجاوز كل الحدود فجرح وقتل.تقديري أن المرحلة بحاجة إلى العديد من الأجهزة الصحية وخصوصاً سيارات الإسعاف المتطورة، وتقديري أن على الشركات والمؤسسات عدم الانتظار حتى تطلب منهم الجهات المعنية المشاركة لتوفير ما تحتاجه، وتقديري أيضاً أن الحكومة والمواطنين لا يمكن أن ينسوا للشركات والمؤسسات التي تبادر بالتبرع وتوفير تلك الاحتياجات قيامها بهذا الفعل الجميل، فهو فعل مقدر ومشكور وسيسجل في ذاكرة البحرين جيداً.