مع كل ما يُتداول من أخبار وتعليقات قد تبدو سوداوية في ظاهرها متعلقة بما يعيشه العالم ونعيشه مع الجائحة الممتدة لأكثر من عام، إلا أن هناك دائماً ثمة نافذة، حتى لو كانت صغيرة للفرح والفخر لنعيشها، ولنثبت أننا قادرون على تجاوز المحن والتحديات، وتحويلها إلى فرص حقيقية للعمل والإنجاز والتميز.

لكل ما سبق فقد قررت أن أخصص مقالة اليوم للحديث عن إنجازات البحرين، وما حققته في بعض المجالات، من باب أن لكل صورة وجهين أبيض وأسود، إيجابياً وسلبياً...

أحد تلك النجاحات ومبعث الفخر هو مذكرة التفاهم التي تم توقيعها الأسبوع الماضي بين شركة «ممتلكات» وصندوق الاستثمار المباشر الروسي ومجموعة بينوفارم لإنشاء مصنع جديد لإنتاج وتصنيع وتوزيع التطعيم المضاد لفيروس كورونا «سبوتنيك في» لمناطق الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لا شك أن هذا الاتفاق سيساهم في تعزيز مكانة البحرين الريادية كأحد الواجهات الاستثمارية الهامة، ويؤكد الدور الذي تلعبه المملكة في مكافحة جائحة كورونا، إلى جانب تعزيز قطاع الرعاية الصحية في المنطقة من خلال تدشين هذا المصنع.

* «علشان هذا العلم».. قلوبنا معك يا الأحمر

كان الأسبوع الماضي حافلاً بالكثير من مشاعر الفخر والامتنان لهذا الوطن ورجالاته، تفاعلاً مع وسم #عشان هذاالعلم، الذي أطلقه سمو الشيخ ناصر بن حمد دعماً لشباب البحرين الذين يخوضون التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، حيث اجتاح مواقع التواصل الإعلامي والاجتماعي فيض من المشاعر الوطنية النبيلة والكلمات المشجعة، إلى جانب الفخر والأمل بأبناء البحرين الذين يخوضون التصفيات.

وبالفعل كان «أحمرنا قدها وقدود»، عندما استطاعوا في أول اللقاءات تجاوز المنتخب الكمبودي وبفارق كبير، ما ولد الإيمان بأننا قادرون على مواصلة العمل وتحقيق النتائج التي نأمل بها جميعاً، وأن نرى منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم المقبلة.

* «الأعلى للمرأة».. خطوات متقدمة نحو الريادة

تضمن اللقاء الأخير الذي استضافه مركز الاتصال الوطني عرضاً للملامح الرئيسة للخطة الاستراتيجية لتنفيذ الخطة الأم والمسؤولة عن متابعة تقدم المرأة البحرينية وإدماج احتياجاتها في التنمية الوطنية، والتي قدمتها الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، السيدة هالة الأنصاري، حيث أشارت إلى خصوصية هذه المرحلة والتي ستشارف على الانتهاء خلال العام المقبل 2022 وبنسبة انجاز تبلغ اليوم 73%.

أحد أهم الأمور التي لفتت انتباهي في لقاء السيدة الأنصاري هو النجاح السريع والمبشر الذي حققه المجلس في التكييف والتفاعل الايجابي مع تداعيات كورونا، والاستعداد لأية أزمات مستقبلية باعتماد منهجية التخطيط الاستباقي، والتي تتضمن التنبيهات الضرورية للتقليل من المخاطر والتراجعات من خلال آليات تنفيذ مرنة ومبادرات مُركزة بالاستفادة من تجربة البحرين في مواجهة وتطويع تداعيات الجائحة.

هذه هي البحرين، انجازات من رحم التحديات ورجال نذروا أنفسهم ليبقى هذا الوطن عزيزاً كريماً بقيادة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وسواعد أبنائه الشرفاء.