بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انتهت الوصاية الغربية على الدول العربية بعد أن أنهكت الحرب دول أوروبا وخصوصاً بريطانيا وفرنسا الدولتان العظميتان حيث لم تكن قبل الحرب أمريكا لها أي وجود وأصبحت كانت بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وكانت تحتل دول الآن هذه الدول تتفوق على بريطانيا من جميع النواحي كالصين والهند اللتين كانتا تحت الاحتلال البريطاني الآن تعتبر بريطانيا وفرنسا تحت التبعية الأمريكية ومثلها بدأت الدول العربية باستنشاق هواء الحرية من الاحتلال الغربي وبدأت في الدول العربية نهضة شاملة خصوصاً بعد اكتشاف النفط في عدد من الدول العربية ودول الخليج العربي. ووصلت هذه النهضة إلى أن سعت الدول العربية إلى سرعه تحديث جيوشها واتسعت رقعة التعليم فيها والاقتصاد حتى إن العراق سدد ديون بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
ورغم حدوث النهضة الشاملة إلا أن الدول العربية لم تكن موحدة رغم أنها أنشأت جامعة الدول العربية من هذا المنطلق رأت الدول الغربية أن استمرار تقدم الدول العربية سيضعف من مكانتها وعلى هذه الدول خصوصاً ما تسمي نفسها بدول الحلفاء أن تتحرك لتوقف هذا التقدم السريع ولو أن الدول العربية منذ ذلك الوقت كانت موحدة وتحت راية واحدة لما استطاعت دول الحلفاء أن توقف التوسع في النمو العربي. وكانت النكبة الأولى للعرب حرب 1967 بين مصر وإسرائيل والتي سميت بالنكسة ولكن استطاعت مصر وبسرعة استعادت ما اغتصب منها في حرب أكتوبر 1973، والتي تعتبر أكبر تحالف عربي مع مصر. ولكن هذا التحالف لم يدم طويلاً فقد كانت نظرة الغرب بعيدة المدى خوفاً من تكوين قيادة موحدة ضد الدول الغربية وإسرائيل حتى سعت أمريكا ومعها دول الغرب إلى إسقاط إمبراطورية محمد رضا بهلوي شاه إيران وإحضار آية الله الخميني من منفاه في باريس تحت حراسة عسكرية في طائرة خاصة وتمكينه من تكوين جمهوريه إيران الإسلامية. وهنا بدأ التخطيط لإضعاف الدول العربية بداية من العراق التي أدخلتها أمريكا مع إيران في حرب الخليج الأولى والتي استمرت 8 سنوات أنهكت خلالها العراق، ثم ما لبثت إلا أن قامت حرب الخليج الثانية ودخول صدام حسين الكويت ثم تحركت الولايات المتحدة لاحتلال العراق وتدمير ترسانته العسكرية، ومن ثم سلمت العراق إلى إيران التي احتلتها واحتلت سوريا ولبنان واليمن بعدها ولم تكن إيران تحتل تلك الدول بالمدافع والصواريخ إنما بإرادة الخونة من هذه الدول كالنظام السوري و«حزب الله» والحوثي ومن كانت دولة محتلة واحدة وهي فلسطين أصبحت 5 دول محتلة. كل ذلك بسبب تفكك العرب وعدم وجود قيادة موحدة تخدم مصالح الدول العربية كلها وليست واحده منها. ورغم إن الغرب سعى إلى تكملة النصاب بإنشاء ما سمي بالربيع العربي. إلا أن بعض الدول العربية وفي مقدمتها السعودية ومصر ودول الخليج استطاعت إفشال هذا المشروع. ولكن يبقى السؤال مطروحاً، هل سيعي العرب أن الدول الغربية لن تترك لهم أي وسائل أو طرق التقدم خوفاً على مصالحهم؟ لذا الوقت يمضي مسرعاً وعلى العرب أن يدركوا أنهم بدون وحدة عربية أو لوبي عربي واحد سيخترقهم التيار الغربي، فهل يدركون ذلك؟ أرجو ذلك.
* كاتب ومحلل سياسي
ورغم حدوث النهضة الشاملة إلا أن الدول العربية لم تكن موحدة رغم أنها أنشأت جامعة الدول العربية من هذا المنطلق رأت الدول الغربية أن استمرار تقدم الدول العربية سيضعف من مكانتها وعلى هذه الدول خصوصاً ما تسمي نفسها بدول الحلفاء أن تتحرك لتوقف هذا التقدم السريع ولو أن الدول العربية منذ ذلك الوقت كانت موحدة وتحت راية واحدة لما استطاعت دول الحلفاء أن توقف التوسع في النمو العربي. وكانت النكبة الأولى للعرب حرب 1967 بين مصر وإسرائيل والتي سميت بالنكسة ولكن استطاعت مصر وبسرعة استعادت ما اغتصب منها في حرب أكتوبر 1973، والتي تعتبر أكبر تحالف عربي مع مصر. ولكن هذا التحالف لم يدم طويلاً فقد كانت نظرة الغرب بعيدة المدى خوفاً من تكوين قيادة موحدة ضد الدول الغربية وإسرائيل حتى سعت أمريكا ومعها دول الغرب إلى إسقاط إمبراطورية محمد رضا بهلوي شاه إيران وإحضار آية الله الخميني من منفاه في باريس تحت حراسة عسكرية في طائرة خاصة وتمكينه من تكوين جمهوريه إيران الإسلامية. وهنا بدأ التخطيط لإضعاف الدول العربية بداية من العراق التي أدخلتها أمريكا مع إيران في حرب الخليج الأولى والتي استمرت 8 سنوات أنهكت خلالها العراق، ثم ما لبثت إلا أن قامت حرب الخليج الثانية ودخول صدام حسين الكويت ثم تحركت الولايات المتحدة لاحتلال العراق وتدمير ترسانته العسكرية، ومن ثم سلمت العراق إلى إيران التي احتلتها واحتلت سوريا ولبنان واليمن بعدها ولم تكن إيران تحتل تلك الدول بالمدافع والصواريخ إنما بإرادة الخونة من هذه الدول كالنظام السوري و«حزب الله» والحوثي ومن كانت دولة محتلة واحدة وهي فلسطين أصبحت 5 دول محتلة. كل ذلك بسبب تفكك العرب وعدم وجود قيادة موحدة تخدم مصالح الدول العربية كلها وليست واحده منها. ورغم إن الغرب سعى إلى تكملة النصاب بإنشاء ما سمي بالربيع العربي. إلا أن بعض الدول العربية وفي مقدمتها السعودية ومصر ودول الخليج استطاعت إفشال هذا المشروع. ولكن يبقى السؤال مطروحاً، هل سيعي العرب أن الدول الغربية لن تترك لهم أي وسائل أو طرق التقدم خوفاً على مصالحهم؟ لذا الوقت يمضي مسرعاً وعلى العرب أن يدركوا أنهم بدون وحدة عربية أو لوبي عربي واحد سيخترقهم التيار الغربي، فهل يدركون ذلك؟ أرجو ذلك.
* كاتب ومحلل سياسي