لا نحتاج أن نتطير من انتخابات الرئاسة الإيرانية التي ستجري في 18 يونيو 2012 لكونها الانتخابات رقم «13» في تاريخ الجمهورية الإسلامية، فلسنا نعاني من التشاؤم ورهاب العدد «13» المنحوس مثل الغرب، فالنكد واقع نعيشه مع إيران منذ 1979م. وفي يوم 18 من الشهر الجاري سيخوض سبعة مرشحين الانتخابات، وفي النبذة المقتضبة عنهم ظهرت فيهم صفات أن أغلب السبعة من المحافظين المتشددين أو العسكر أما الحالة الثالثة فهي متشدد عسكري معاً. وإذا استثنينا محسن مهر علي زاده، والذي شغل منصب نائب الرئيس خلال الولاية الثانية للإصلاحي محمد خاتمي «2001-2005»، إلا أن برنامجه لا يضم ما يهمنا خليجياً حيث طرح بقوة خلال حملته قضايا بيئية.يقف وحيداً صاحب صفة إصلاحي آخر هو عبد الناصر همتي محافظ البنك المركزي والمتحدر من أصل تركي. وعبدالناصر ليس الأوفر حظاً للفوز، وترتيبه -كما تقول صحف إيرانية - ربما يأتي وراء رئيس السلطة القضائية المتشدد والمرشح الأول إبراهيم رئيسي.الجانب المضيء من القمر في سيرته أنه قد ضمن برنامجه ما يشير إلى التقرب للخليج فقد صرح «جادون في تعزيز العلاقات مع الدول الجوار» وفي مناظرة تلفزيونية قال وهو يخاطب المرشحين المتشددين: «في سياستي الخارجية المقبلة، السعودية والإمارات ليستا أعداء، بل أن هناك دولاً تعد من أصدقاء إيران مثل الصين والعراق»، والتقرب من العراق مفهوم فقد قاد عملية تستهدف «فك خناق» العقوبات الأمريكية عبر العراق. أما التقرب من الصين فلأنه كان سفيراً لإيران في الصين، بل أنه مستعد للجلوس مع الشيطان الأكبر فقد قال همتي، إنه «مستعد للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن إذا فاز في الانتخابات، بالرغم من أن «أمريكا بحاجة إلى إرسال إشارات أفضل وأقوى إلى طهران».* بالعجمي الفصيح:الجوانب المضيئة في برنامج المرشح عبد الناصر همتي تعطي بصيص أمل في أنه يستحق صوت الخليجيين، لكن الجانب المظلم من القمر هو أن همتي كان رجل «البروباغندا» و«جوبلز» الحرب العراقية الإيرانية، وكان مديراً عاماً لقسم الأخبار في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الوطنية، وتولى مسؤولية عمليات التبليغ والدعاية الحربية.* كاتب وأكاديمي كويتي